كتب عيد صالح صورة مصرية بالصور الكنيسة المعلقة

 تاريخ عطرٌ وبنايات فريدة تحمل بين جوانبها عبق التراث، وترى في تصميمها عبقرية أجدادنا، وتحمل جدرانها أيقونات للقديسين، وصورًا للباباوات على مضي التاريخ.

إنها كنيسة العذراء والقديسة دميانة والتي اشتهرت بـ”المعلقة”، والتي لها مكانة خاصة نظرًا لطريقة بنايتها الفريدة التي لا يوجد مثلها في العالم، وقد تم بناؤها على برجين من الحصن الروماني الشهير«حصن بابليون» ــ الذي بناه “تراجان” في القرن الثاني الميلادي؛ وتعد المعلقة أقدم الكنائس بأرض البلاد.

واكتسبت الكنيسة المعلقة اسمها كونها بنيت على ارتفاع 13 مترًا على أنقاض برجين من الأبراج القديمة للحصن الرومانى الذي بناه الإمبراطور تراجان .

وتذهب بعض الروايات إلى أن الكنيسة شيدت في القرن الخامس الميلادى على أنقاض مكان احتمت فيه العائلة المقدسة في أثناء رحلتها في مصر، فيما ذهبت روايات أخرى إلى أنها شيدت مكان “قلاية” أي مكان لتعبد الرهبان.

وقد أعيد تشييد الكنيسة على يد نخلة الباراتى في القرن التاسع عشر، الذي يوجد له بيت في مدخل الكنيسة.

وتتخذ شكلا معماريا مستطيلا، تتكون من طابقين يتخذان الطابع البازيليكي، وتستهل مدخلها نافورة، وممرًا يكتظ بصور الباباوات السابقين، وأخرى تذكارية تجمع بين باباوات الكنيسة بعض الرؤساء، ولاسيما بعض الأخبار للأحداث الهامة بالكنيسة وتضم الكنيسة ثلاثة “مذبح” يتوسطها اسم السيدة العذراء، والأيمن باسم القديس يوحنا المعمدان، والأيسر باسم القديس مارجرجس، ويتوافد يوميًا المئات لزيارة تلك الكنيسة ذات الطابع النادر، وخاصة لموقعها الفريد ضمن “مجمع الأديان”

وقد شيدت الكنيسة على الطابع البازيليكى الشهير المكون من 3 أجنحة وردهة أمامية وهيكل يتوزع على ثلاثة أجزاء.

والباب الشمالي للكنيسة يتكون من مصراعين على كل ضلفة حشوات مجمعة تكون أشكال أطباق نجمية، وتمتاز تلك الحشوات بأنها مطعمة بالعاج، وهناك أيضًا مقصورة الموناليزا التي تعود للقرن الثامن الميلادي.

أما الأحجبة الخشبية بالكنيسة، فأهمها الحجاب الأوسط المصنوع من الأبنوس المطعم بالعاج الشفاف، ويرجع إلى القرن الـ12 أو الـ13 الميلادي، ونقش عليه بأشكال هندسية وصلبان.

ومن أهم محتويات الكنيسة المعلقة: “الأيقونات” وهى اللوحات التي تصور أفراد العائلة المقدسة أو القديسين إذ تضم 110 أيقونات في هيكل الكنيسة، وأعلى الحجاب الأوسط توجد أيقونات تمثل السيد المسيح على العرش وعلى يمينه السيدة العذراء والملاك جبرائيل والقديس بطرس، وعلى يساره يوحنا المعمدان والملاك ميخائيل والقديس بولس.

كما يوجد بالكنيسة تابلوه خشبي يعود للقرن الخامس أو السادس الميلادى، وعليه منظر دخول المسيح لمدينة أورشليم منتصرًا.

كما تضم الكنيسة “الأنبل”، وهو منبر رخامي ليقف عليه الواعظ، ويرتكز على عدد من الأعمدة الرخامية.

وتضم الكنيسة أيضا سبعة هياكل ومعظم الأحجبة بها على الطراز المملوكى وقباب مذابح الهيكل من الأخشاب المزخرفة، عليها تصاوير للسيد المسيح وحوله أصحاب الأناجيل الأربعة، ويوجد في الأركان للقبة أربعة ملائكة يحملون قبة السماء.

وشهدت الكنيسة المعلقة أحداثًا جسامًا، منها محاكمة الأساقفة الذين اتهموا بالهرطقة، وكانت مقرًا لعدد من البطاركة منذ القرن الـ11 ميلادية