رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 8 ديسمبر 2024 2:46 م توقيت القاهرة

كل النفوس معلقة بآجالها.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الاثنين الموافق 18 نوفمبر 2024
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ثم أما بعد قال الإمام الزهري رحمه الله تعالى لا يرضي الناس قول عالم لا يعمل ولا عمل عامل لا يعلم، وقال أيوب السختياني رحمه الله تعالى ذكرت، وما أُحب أن أذكر، وعن عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى قال قال لي سفيان الثوري إياك والشهرة، فما أتيت أحدا، إلا وقد نهاني عن الشهرة، وعن إبراهيم والحسن قالا كفى بالمرء شرا أن يشار إليه بالأصابع.
في دين، أو دنيا، إلا من عصم الله، التقوى هاهنا يومئ إلى صدره ثلاث مرات، وقال الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى إن قدرت أن لا تعرف، فافعل وما عليك أن لم يثني عليك، وما عليك أن تكون، وقال إبراهيم بن أدهم رحمه الله تعالى لم يصدق الله من أحب الشهرة، وقال سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى من تزين للناس بشيء، يعلم الله تعالى منه غير ذلك شانه الله، وكان عمرو بن قيس إذا بكى، حول وجهه إلى الحائط ويقول لأصحابه إن هذا زكام، وقال سعيد بن جبير رحمه الله تعالى، في قوله تعالى " ولا يشرك بعبادة ربه أحدا " قال لا يرائي بعبادة ربه أحدا، وإنه ما من فواجع وفيات مرت على بعض الأسر، ربما عاينها بعضنا لقربه منهم، أو سمع أخبارها المؤكدة من وسائل الإعلام، فهذا شاب في مقتبل العمر نام ولم يقم.
وذاك رجل في منتصف عمره وعنفوان عطائه يعيش في أحلى أيام عمره سقط مغشيا عليه وأسعف بسرعة البرق، وما هي إلا سويعة أو جزء منها وإذا بالطبيب ينعاه، وتلك أسرة بكاملها خرجت بكل أفرادها في زيارة أو نزهة وإذا هي خبر بعد عين، نزل بها المنون فلم تبقي منهم عين تطرف، قد فنوا عن بكرة أبيهم، وأغلق بموتهم بيت من بيوت المسلمين كان يعج بالحياة، نعم أغلق ولم يبق من ساكنيه أحد فيه حياة، وذاك، وذاك فسبحان " الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور " لقد كتب الله تعالي الموت على كل واحد منا، وهو ملاقيه لا محالة فقال تعالي " كل نفس ذائقة الموت " نعم كل واحد منا ذائق لكأس المنون في الوقت الذي قضاه الله تعالي وحدده، لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه، قد قدّر الله تعالي ذلك وحدده.
ولن يتجاوز أحد ما حدده، وأجرى به القلم، فهي مكتوبة عنده في اللوح المحفوظ، وكل النفوس معلقة بآجالها بإذن الله وقدره وقضائه، فمن قدر الله عليه أن يموت مات ولو بغير سبب، ومن أراد الله بقاءه فلو أتى من الأسباب كل سبب لم يضره ذلك قبل بلوغ أجله، وذلك أن الله تعالي قضى الموت وقدره وكتبه إلى أجل مسمى، فاللهم أرضنا وارض عنا واقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك ومن طاعتك ما تبلغنا بها جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، ومتعنا اللهم بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وإنصرنا على من عادانا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يخافك ولا يرحمنا.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.