رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 23 نوفمبر 2025 10:52 ص توقيت القاهرة

كن جميل الباطن قبل الظاهر

بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين الذي أنزل شريعة الإسلام هدى للناس ورحمة للعالمين، وجعلها لنا صراطا مستقيما يهدي بنا إلى سعادة الدارين، والشكر له أن هدانا إلى الإسلام، وفضلنا على العالمين أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله إمام الخاشعين، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه الطيبون الطاهرون، الحافظين لحدودك يا ربنا والخاشعين لك، أما بعد لقد أصبح العالم حولنا يضج بحروب ومآسي وجرائم تكاد تنسينا بعضا من النعيم الذي نرسو فوقه، فكن جميل الباطن قبل الظاهر، فثراء الثوب لا يزيد من بهاء حلة ترتديها روح خبيثة، وكن جميلا، باسم الثغر، مشرق المحيا، طيب الخلق، نظيف القلب وسمح النفس وحسن السيرة حتى تكف بسريرتك شر إبليس إنس يتربص بك، فكن جميلا على طبيعتك غير مقلد لغيرك. 

ولا متصنع لشخصك، وكن جميلا لتتذوق نعيم الرضى بقضائه تعالى وتبلغ الحكمة من منحه ومنعه، فكن جميلا ترى الوجود جميلا، وهناك البيت الشعري الذي يقول "إن الله جميل يحب الجمال فكيف عبادك لا يعشقون" وهو من أشعار أبي نواس، وقد أجاب عليه الشعراء الآخرون بأن الجمال هو نعمة، وأن حب الله لا يتعارض مع العشق، بل إن العشق يكون جميلا لمن يفقهون، وهذه الأبيات هي من نظم الشاعر أبو نواس، وتعتبر هذه القصيدة ردا على قوله تعالى "يا عبادي فاتقون" وهو سؤال عن سبب عدم عشق العباد لجمال الله، مع أن الله جميل ويحب الجمال، فالجمال نعمة، وبعض الشعراء يرون أن الجمال ليس فتنة، بل هو نعمة خلقها الله تعالي للإنسان، ولهذا السبب يجب على العباد أن يعشقوه، والجمال في الروح والأخلاق حيث يرى آخرون أن الجمال الحقيقي. 

ليس في المظهر الخارجي، بل في الروح والأخلاق، وهو ما يبحث عنه الله تعالي، والجمال من أجل الحب حيث يرى آخرون أن الحب هو حب العشق، وأن العشق لا يتعارض مع جمال الله، بل يجعل العشق جميلا لمن يفقهون، وكما أن الجمال في التقوى حيث يشير بعض المفسرين إلى أن الجمال الحقيقي هو التقوى، وأن التقوى جمال، ويمكن أن تتناول أن الجمال الداخلي مثل الأخلاق الطيبة والنقاء أهم من الجمال الخارجي، وهناك قصص مثل قصة "الجمال الحقيقي" في المسلسل الكوري المقتبس من الويبتون، والتي تدور حول فتاة تتنمر عليها زملاؤها بسبب مظهرها، وتتعلم المكياج لتصبح "إلهة" جميلة، لكنها تكافح للحفاظ على سرها، وتظهر القصة أن الجمال الحقيقي يكمن في قبول الذات والجمال الداخلي، وأن العلاقات مبنية على القيم الأخلاقية والشخصية وليس المظهر الخارجي فقط.

وتروى قصة عن فتاة صغيرة تدعى سالى وهو إسم مستعار، كانت تنظر لأمها وتقول لها، كم أنتي جميلة يا أمى، لابد أنك كنتي أجمل نساء الدنيا فى يوم من الايام، بل إنك مازلت أجمل الجميلات، ثم نظرت البنت ليدين الام المحروقتين، فهمت الام رسالة البنت الصغيرة، فقررت أن تحكى القصة، فقالت لها سالى وأنتي صغيرة أندفعت ألتقطك من فراشك حين إشتعلت النيران فى بيتنا القديم، فى الواقع يا سالى لا أعلم كيف إستطعت أن أنجو بكي من موت محقق، فأحترقت يداي، لكنى كلما أنظر اليهما فإننى أحمد الله لأننى أرى فيهم وجهك الجميل، إنهمرت سالى فى البكاء وأمسكت يدى امها وأخذت تقبلهما وتقول مرة أخرى يا أمى أنتي أجمل نساء الدنيا، وهاتين اليدين هما أجمل الايادى فى العالم، فلعلنا ننظر للجمال بمقاييس مختلفة، بل فى بعض الاحيان نرى ماهو قبيح جميلا وما هو جميل قبيحا.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
1 + 6 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.