اليوم : الأحد الموافق 20 أكتوبر 2024
الحمد لله رب العالمين أحق من شكر وأولى من حمد، وأكرم من تفضل وأرحم من قُصد، وصلى الله وسلم على نبيه محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، أما بعد فأوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى، فاتقوه وراقبوه، وتوبوا إليه ولا تعصوه، ثم أما بعد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله يقول يوم القيامة أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أُظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي" وقال النبي صلى الله عليه وسلم "دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير، قال الملك الموكل به آمين، ولك بمثل" ولنتأمل قول النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم " المرءعلى دين خليله" إذن هناك خليل للمسلم في حياته، يؤثر فيه قهرا ولو كان على حذر.
وقال أبو حاتم رحمه الله في روضة العقلاء "إن من أعظم الدلائل على معرفة ما في المرء من تقلبه وسكونه، هو الإعتبار بمن يحادثه ويودّه، لأن المرء على دين خليله، وطير السماء على أشكالها تقع، وما رأيت شيئا أدل على شيء، ولا الدخان على النار مثل الصاحب على الصاحب" وتأمل قول المصطفي صلى الله عليه وسلم " المرءعلى دين خليلة فلينظر أحدكم من يخالل" فالصحبة لأجل الدين، لا لذاتها، ويقول ابن الجوزي رحمه الله في التبصرة "ومتى قويت محبة الله سبحانه وتعالى في القلب قويت محبة أوليائه والصالحين من عباده" وتأمل قوله صلى الله عليه وسلم "فلينظر" الأمر ليس سهلا، الأمر يحتاج إلى بحث ونظر فلا تتعجل، وقال الغزالي رحمه الله "اعلم أنه لا يصلح للصحبة كل إنسان"
ثم بيّن رحمه الله أن الصحبة تطلب لفوائد دينية ودنيوية، وقال الفوائد الدنيوية ليست من أغراضنا، المرأة خلقها الله تعالى لتكون سكنا وملاذا وأمانا، وملهمة للأفكار، ومصنعا للحب، وهي بحكم خلقها وتكوينها مخلوق عاطفي، لديها اهتمامات تتناسب مع طبيعتها ولهذا فإن التعامل معها يحتاج إلى مهارة وفن وذوق، وقد شبهها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بالقارورة وأمرنا أن نرفق بها فقال "رفقا بالقوارير" فهي شفافة ورقيقة وأنيقة وجميلة وفي حالة كسرها فإنه يصعب التئامها، وكسرها يحصل بإهانتها وظلمها وضربها وجرحها وإهمالها وطلاقها ظلما، وقد تم عمل دراسات كثيرة حول المرأة وإهتمامها، ويذكر أنه عمل إستبيان ليتعرف فيه على أهم أولويتين تريدهما المرأة من الرجل.
وكانت النتيجة هي "الإهتمام، والشعور بالأمان" فلو إستطاع الرجل سواء أكان زوجها أو أبوها أو أخوها أن يحقق لها ذلك فإنها ستحيا بسعادة عظيمة، وحتى تترجم هذه المعاني لواقع عملي، نطرح سبعة كلمات تحب أن تسمعها المرأة، وتحقق لها الإهتمام والشعور بالأمان، وقد جربت هذه الكلمات على المتزوجين الجدد، ومن لديه مشكلة مع زوجته، أو أخته، أو حتى أمه، فكانت النتائج رائعة وندعوكم لأن تجربوها كذلك وهي أولا أن تمدح ذكاءها وطريقة تفكيرها، فتقول لها في بعض المواقف أنتي ذكية وفكرتك ساعدتني على تجاوز المشكلة، فهذه الكلمة تفهمها المرأة أو الفتاة على أنها مهمة بحياتك فتزداد ثقة وعطاء وهذا نسميه الجمال العقلي.
إضافة تعليق جديد