لعنة المجهول تلاحق البيت اﻷبيض

بقلم / مصطفى الجدامي

مايحاك ضد مصر وسوريا و الأردن ضربة قاتلة في رحم بلادنا العربية كشفت الكثير من الخبايا والإضطرابات النفسية والمشاعر الكامنة في نفوس الضعفاء ، جعلت من الوطن العربي جثة هامدة . ففي الوقت الذي ثارت فيه المشاعر و إنهمرت فيه الدموع على أطفالنا في سوريا الذين تعرضوا لأبشع أنواع القتل ، و أعلن عن أن القاتل هو بشار الأسد كانت كل المعطيات تنفي بشكل قاطع هذا الإحتمال ، فالرئيس السوري اليوم ليس كما كان من خمس سنوات فهو يسيطر على الساحة السياسية بكل براثنها ، وجعل العدو قبل الصديق يعلن ويصرح أنه لن تقف سوريا على قدميها إلا بوجود بشار الأسد _لا بشار لا سوريا_ و فجأة و دون أي مقدمات قامت ، القوات الأمريكية صباح اليوم بإطلاق مايزيد عن خمسين صاروخا على مطار الشعيرات ردا وثأرا من وجهة نظرهم على ماحدث لأطفالنا في سوريا ، و من المفترض أننا سنقتنع بحجتهم ، و للأسف تبارت الحكومات العربية تأييدها الكامل لهذه الضربة وهناك نقف بعضا من الوقت كي نحلل و ندرس ماحدث . ولكن اسمحوا لي أن نبدأ من النهاية. ملك الأردن بالولايات المتحدة الأمريكية فى زيارة رسمية . ملك الأردن يقابل الرئيس السيسي في الولايات المتحدة الأمريكية . الرئيس السيسي بالولايات المتحدة الأمريكية في زيارة رسمية لمدة خمسة أيام . ترامب يرحب بالرئيس السيسي إستقبالا حافلا وكل مايذاع إعلاميا يؤكد نجاح الزيارة . الرئيس السيسي يؤكد بما لا يضع مجالا للشك أن العنف بسوريا لن يأتي بثماره إذا لجأنا له كقوى خارجية. نقف هنا!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! الرئيس السيسي يغادر الولايات المتحدة الأمريكية قادما إلى مصر. الولايات المتحدة الأمريكية تفعل مالم يكن متوقع وتطلق صواريخ على مطار الشعيرات، في هذه الحالة ليس أمامنا إلا حلين فقط لهذا الأمر ألا و هما: أولا: إن كل ما تم كان بالإتفاق مع الرئيس السيسي والملك عبدالله ودونالد ترامب و هذا ماستسعى لتسويقه كل وسائل الإعلام المعادية ولكن هناك شيء في نفس ابن يعقوب تجاه هذا الشك الغير منطقي ، فقبل تحرك الصواريخ الأمريكية تجاه الأراضي السورية كان قد تم إخلاء مطار الشعيرات بنسبة كبيرة ، أي أن الخسائر بالنسبة لما كان متوقع تصبح الحصيلة النهائية صفر . فمن أبلغ القيادة السورية بهذا الهجوم الغادر كي تأخذ حذرها هكذا ؟ ولا أعتقد أن هذا سيعلن عنه فالمجد للمجهول. ثانيا : أن الإدارة الأمريكية سعت بكل قوتها كعادتها أن تبتسم في وجهنا و في داخلها تشهر خلف ظهورنا الخناجر كي تصيبنا بالشلل. وليس بعيدا عن الأذهان ماحدث أيام الرئيس الراحل أنور السادات عندما اجتمع برئيس وزراء إسرائيل (مناحم بيجن) لإيجاد حل للقضية الفلسطينية وفي اليوم الثاني ، أعلن حاخام اليهود ضم القدس لليهود ، فها هو التاريخ يعيد نفسه من جديد ، نفس الطرق الملتوية في تزييف الحقائق ، حتى لا نتقدم خطوة واحدة في حل أي مشكلة ، فهكذا تعودنا منهم ، لا ميثاق لهم ، يهود بني صهيون . جل ما أريد أن أقول ، فلننتظر ولا نستبق الأحداث ، فكل مقدر ومرتب ، و ليس هناك داع للقلق ، ففي بلادنا أبطال كثيرون يعملون في الخفاء ، غير مكترثين بشيء إلا لرفعة وطننا الغالي مصر وحماية دول الجوار حمى الله مصر. حمى الله قواتنا المسلحة.