إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا أله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا وسيدنا وحبيبنا محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد إن مفهوم التربية هو تنشئة المسلم وإعداده إعدادا كاملا من جميع جوانبه، لحياتي الدنيا والآخرة في ضوء الإسلام، وإن شئت قل هي الصياغة المتكاملة للفرد والمجتمع على وفق شرع الله تعالي، وللتربية جوانب مختلفة، فهناك التربية الإيمانية، والتربية الخلقية، والتربية الجسمية، والتربية العقلية، والتربية النفسية، والتربية الإجتماعية، والتربية الجنسية وغيرها، أي لابد أن نفهم أن التربية ليست قاصرة على تربية الجسم فقط.
وليست قاصرة على تعريف الولد ببعض الأخلاق والآداب فقط، بل هي أوسع وأشمل من هذا، وكما أن التربية ليست قاصرة على الوالدين فقط، فهناك إلى جانب الأسرة المدرسة، وهناك المسجد وهناك التجمعات الشبابية سواء صالحة أم غير صالحة، وهناك وسائل الإعلام وغيرها، فكل هذه المذكورات يشارك في عملية التربية، وإن من أسباب إنحراف الشباب هو الإعراض عن الكتاب والسنّة، وكذلك الحرب بين الشيطان والبشر بدأت منذ خلق الإنسان وذلك حسدا من عنده، ولا تزال تلك الحرب بين الحق والباطل إلى قيام الساعة، فأكبر عدو للإنسان هو الشيطان، أقسم أنه ليجلسن الصراط المستقيم لإضلالهم، وكذلك أيضا فساد الوالدين وعدم استقامة الوالدين على الفطرة، فابن آدم يولد على فطرته مع الدين.
ففساد الوالدين أو أحدهما قد يؤثر على الولد كما جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال "ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه، أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسّون فيها من جدعاء؟" رواه البخاري، والإسلام بيّن لنا كيفية اختيار الأم الصالحة لأبنائنا، فروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " تنكح المرأة لأربع لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين، تربت يداك" ويروى أن رجلا وصى أبناءه يوما فقال لهم لقد أحسنت إليكم صغارا وكبارا، وقبل أن تولدوا، فقالوا يا أبتاه، لقد عرفنا إحسانك إلينا صغارا وكبارا، لكن كيف إحسانك إلينا قبل أن نولد؟
قال لقد اخترت لكم أمهات بررة، وكذلك الرجل الصالح لأبنائنا من حيث الدين والخلق، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه، فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض" يا أيها الآباء إحذروا وراقبوا أولادكم وعوائلكم فها هي التقنيات الحديثة تنتشر اليوم إنتشارا رهيبا فأصبح النظر الى الحرام سهلا ومعاكسة الفتيات هينا ومشاهدة الافلام الاباحية تطورا وهذا كله لم يكن موجودا قبل دخول الإحتلال بقضه وقضيضه لبلدنا فغزانا على أرضنا عسكريا بفعل العملاء، وها هو الان يغزونا أخلاقيا ولم يبقي لنا الا ديننا نتشبث به وليعلم الأب أنه سيسأل عن هذا أمام الملك الديان، سيسأل عن إبنه وإبنته وزوجته كيف ربيتها وهل تابعتها، وماذا البستها؟ سؤالا سؤالا؟
إضافة تعليق جديد