د. ماريان جرجس
انتشرت حالات الانتحار مؤخرًا – خاصة- فى سن صغيرة لشباب من مختلف بلدان العالم إثر ظهور لعبة الحوت الأزرق.. ولكن الحقيقة لا تقتصر على الشاب الروسى الذى اخترعها وهو يعلم العواقب لتلك اللُعبة وكيف صممها على أسس وطرق نفسية تؤدى لهلاك الشباب ولكن أهداف من وراءه ومن موله ودعمه هو وغيره.
فكما أصبح العالم كله قرية صغيرة بفضل التكنولوجيا – كما نقول- أصبحت الأحداث مترابطة ببعضها البعض رغم أن القصة تبدو وكأنها مترامية الأطراف . ففى الأيام تلك التى يدلى "مارك زوكربيرج " مؤسس موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" بشهادته أمام الكونجرس الأمريكى عن خصوصية المعلومات الشخصية لكل مستخدم واتهامات لمؤسسات كثيرة عالمية استخدمت المعلومات الشخصية لأهداف سياسية، تقف فى تلك اللحظة أمامنا تلك اللعبة وغيرها الكثير من الالعاب الالكترونية والتى هى مثال حي عن كيفية التسلل لحياة الشخص خصوصًا الشاب والوصول لنقاط ضعفه وقوته وتفاصيل حياته والتى من خلالها يمكن أن تقوده للانتحار بأى لعبة غير الحوت الأزرق.
ولكن ما الهدف من وراء كل تلك المؤامرات الالكترونية ولحساب من تسقط كل تلك الضحايا ولماذا من الشباب من مختلف البلدان؟ ففى الحروب العادية يحارب الانسان خصمه الذى يعرفه لسبب معين ولكن لماذا يقتل انسان أشخاصا ليس بينه وبينهم خصومة معينة؟
أولا:- أصبحت فكرة (انفرنو) مسيطرة على كثير من مفكرى الغرب و" انفرنو" تعنى الجحيم الأسفل بالاسبانية وهى التى تؤمن بأن التضخم فى عدد سكان الأرض أصبح يهدد الموارد البشرية بشكل خطير وربما يفسر ذلك لماذا استهدفوا الشاب وليس المسن ! لأن الشاب فى مقتبل عمره هو الذى سيتزوج وينجب ويكوّن أسرة.
ثانيًا: وهى المعلومات والأوراق الطبية التى تنشر فى مؤتمرات علمية ..قال الأجداد يومًا ما إن تجارة السلاح والأدوية هي الاكثر ربحًا فى العالم فكم من ورقة علمية نُشرت مروجة لمعلومة جديدة طبية او اكتشاف دوائى جديد مذهل ! حققت من خلاله شركات الادوية ربحًا هائلا ثم عادت لتنفى بأوراق علمية مماثلة صحة المعلومة التى هللت لها قبل تحقيق الربح والهدف المطلوب مصرحة بخطورة ذلك الدواء أو المنتج الطبى أو حتى المعلومة الطبية التى شاعت فى وقت لتخدم هدفًا وربحًا معينًا.
وهنا يأتى دور مصر فى كيفية اقامة حائط الصد ضد كل تلك الهرطقات الغربية حفاظًا على أجيالنا وعلى السلالة المصرية الأصيلة من كل هذا الانحراف الأخلاقى الذى يُصدر لنا بداية من حماية المعلومات الشخصية لمستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى مرورًا بالتوعية الشديدة والتأكيد وفضح نوايا تلك الالعاب القاتلة فربما لا نستطيع أن نحجب كل تلك المواقع فما برح أن حُجب موقع حتى ظهر أخر جديد، لذا تكون الحماية الحقيقية فى التوعية وفضح الأهداف وراء كل ذلك من قبل كل الكيانات السياسية والدينية، فالتوعية أشد حصانة من الحجب أو المنع مرورًا بتنقيح ومراجعة كل المعلومات الطبية و جودة المنتجات الطبية التى تُنشر فى المؤتمرات العالمية من قبل لجان علمية مصرية متخصصة فى كل تخصص تُشكل خصيصًا لهذا الهدف حماية من أى زيف علمى ينشره الغرب متكئا على تواكل الشرق الأوسط وجهله بكثير من الأمور،ولأننا نريد أن نرى وطننا الغالى فى عيون الشباب والاجيال القادمة.
إضافة تعليق جديد