رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 18 أكتوبر 2024 1:20 م توقيت القاهرة

مفتاح التوازن والنجاح

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله وفق من شاء لعبادته، أحمده سبحانه وأشكره على تيسير طاعته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وعد المؤمنين بلوغ جنّته، وحذّر العصاة أليم عقوبته، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، كان إماما في دعوته، وقدوة في منهجه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، صلاة دائمة حتى نبلغ دار كرامته، أما بعد فأوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالي، ثم أما بعد إنه حتى يجتنب الإنسان إخفاق علاقته مع إخوانه لا بد أن يتخذ قواعد هامة حتي تكون منهجا عاما لعلاقته مع إخوانه، وأولها هو " من حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه" وهذا الحديث مهم جدا في موضوع توازن العلاقات، فما لا يعنيك يجب أن تتركه وقد يكون الأمر صعبا، لكنه مفتاح التوازن والنجاح، وليس من حُسن الإسلام التدخل في الخصوصيات. 

حتى إن امرأة قالت لولدها الذي إستشهد مع رسول الله صلي الله عليه وسلم في المعركة هنيئا لك الجنة، فقال لها رسول الله عليه الصلاة والسلام وما يدريك لعله كان يتحدث في ما لا يعنيه، وتحدث الإنسان فيما لا يعنيه تدخل بالخصوصيات، وهدم للعلاقات، وإحراج للأشخاص وهذا ما لا يرضاه الإسلام، وإنه لا بد أن نكتب هذا الحديث المبارك في شوارعنا وأماكن عملنا، وفي الأماكن العامة حتى يترسخ ترسخا قويا ومتينا وينتقل من باب النظريات إلى باب التطبيق، وكما أن من القواعد الهامة في الصداقة حتي تكون منهجا عاما لعلاقته مع إخوانه، هو قول الله تعالي "وأمرهم شورى بينهم" فمن مميزات الصحبة الصالحة أن أمورهم تكون شورى بينهم.

فالمشاورة مع الأصحاب رفع للعتاب وتقريب للقلوب ورص للصفوف وتوثيق لعروة الأخوة التي قال الله عنها "إنما المؤمنون إخوة" وبعض الإخوة يعتريهم حب السيطرة على إخوانهم، فيتصرفون ويأمرون وينهون، مما يجعل صف الأخوة يتصدع، وقوة الصحبة تترهل، ويفقد الإنسان بعد ذلك إخوانه، ومما يدخل تحت هذا الباب تسفيه آراء إخوانه، وعدم إحترامه لآرائهم، وكما أن من القواعد الهامة في الصداقة حتي تكون منهجا عاما لعلاقته مع إخوانه، هو قول " سددوا وقاربوا" وقول " بشروا ولا تنفروا " ومن أخطاء بعض الإخوة مع إخوانهم أنه إذا دخل أحدهم مضمار الدين الرحيب الواسع بدأ أول ما يبدأ بكشف عورات إخوانه والتشهير بهم والتعريض بهم وهذا مما يجعل الأخوة في مهب الريح. 

ويجعل صحبة عشرات السنوات تضيع بسبب التدين على حد زعم بعضهم والصبر على إخوانه الذين عاش معهم فترات طويلة، والمنهج الإسلامي في ذلك هو الدعوة برفق وبالبشارة واللين حيث قال الله تعالي " فقولا له قولا لينا " وكما أن من القواعد الهامة في الصداقة حتي تكون منهجا عاما لعلاقته مع إخوانه، الحسد وهو أخطر أمراض القلب، فكثير من الإخوة يصاحبون إخوانهم سنوات طويلة، وربما على أمر غير مرغوب شرعا، وما تجد بينهم عداوة أو بغضاء لكن ما إن يتسرب العلم إليهم حتى يبدأ الشيطان يوسوس في صدورهم فيوقعهم في حسد بعضهم، وهذا الحسد يحلق الدين، أي يضيعه، فالمسلم الحق لا يحسد أحدا وإنما يسأل لنفسه من الله ومن خزائنه، وإن من أشد الضربات التي تقصم ظهر الأخوة هو حسد من أخ عشت معه سنوات طويلة تتقلب معه في نعم الله تعالي.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.