

بقلم د.محمد عبد العزيز
. كاتب وباحث إقتصادي
. إعلامي ومحاضر في مركز أراك للتدريب والإستشارات
آثرت عدم الحديث عن ما يحدث الآن في لبنان البلد العربي الشقيق الذي له طابع طائفي غير تقليدي وله تركيبة سياسية غير عادية وله مقومات تأثير على القرار والشأن اللبناني داخلية وأقليمية وعالمية لا مثيل لها في أي بلد عربي أخر .
لكن حديثي اليوم من أجل نقطتين هما :-
. أولاً : عزيزي المواطن اللبناني لا تُفسر ما يفعله الشباب المصري والخليجي على وسائل التواصل الإجتماعي من كونه إنتقاص من قدر لبنان أو عظيمات لبنان من فتيات وسيدات أفاضل يظهرن في عز المحنة في أبهى صورة وأحلى حُلة لأنهن يُقدرن الجمال كما كل اللبنانيين مزاجهم العام يُقدر الفن والجمال لذلك لا تلوموا علينا لأن المواطن المصري خصوصا يسخر من نفسه إذا لم يجد ما يسخر منه وتلك مشكلة المشاكل في مصر الأن ، لأن المواطن المصري أصبح في زمن وسائل التواصل الإجتماعي يسخر من كل شيء بما فيها الأشياء الإيجابية ، وبصفة عامة فإن مجتمعات مصر والخليج العربي أكثر تقييدا لزي المرأة لذلك يتم التعليق على صور المظاهرات في لبنان من باب ندب الشباب للحظ عند رؤية عظيمات لبنان من فتيات وسيدات وهن في أفضل صورة ممكنة وكأنهن لسن في ثورة وهذا ليس إنتقاصا من قدر لبنان الشقيق ولكن إختلاف ثقافي يجب أن يُراعيه كل طرف في الطرف الآخر .
. ثانياً : أريد أن أسأل المواطن اللبناني البطل الذي تحمل ولازال يتحمل كثيرا سؤال واحد فقط وهو :
لماذا الأن يا لبنان ؟!
لماذا وهناك حرب دائرة في شمال سوريا
لماذا وكل القيادات الطائفية في لبنان والتي لا تمثل الحكومة تدعو المواطن اللبناني للتهدئة
لماذا والمؤسسة العسكرية اللبنانية تدعو المواطنين للتعاون مع قوات الأمن وعدم تعطيل المصالح وعدم التصعيد ، لماذا الآن يا لبنان ؟!
أعطوني إجابة شافية وافية مقنعة لهذا السؤال من فضلكم لأني أجد صعوبة في إختيار هذا التوقيت للمظاهرات وفي ظل الأوضاع الدولية والإقليمية ، صحيح أن تردي مستوى الخدمات وتراجع أوضاع أي بلد سياسيا وإقتصاديا يستدعي معارضة المواطنين لكل ألوان الفساد لكن ألا نُجيد إختيار وقت يتلقى فيه اللبنانين تأييداً أكثر وإهتماماً أكبر من العرب والعالم أجمع ، أم أن هناك أطراف إقليمية ودولية تتلاعب بلبنان لتسوية ما يحدث في سوريا سريعا وكأن حربا لم تبدأ وإعتداءاً على دولة عربية مجاورة للبنان لم يتم ، وأعاود وأكرر أن الدول العربية الأكثر تحفظا من لبنان في العادات الشرقية وفي طريقة المعارضة وحتى في إختيار الزي العام وزي عظيمات كل دولة من فتيات ونساء سواء في مصر أو الخليج العربي يروا أمورا غير مألوفة لهم من خلال صور المظاهرات في لبنان تدفعهم للنكتة على أنفسهم وليس على لبنان وأهلها وعظيمات لبنان ، ومن وجهة نظري المتواضعة شديدة التواضع أن التصعيد ضد حكومة سعد الحريري بدأ منذ فترة قريبة تمهيداً لهذا الوقت الذي تدخل فيه تركيا إلى شمال سوريا ، أعتقد أن تصفية أية حسابات إقليمية ودولية لا يجب أن تكون على حساب المواطن اللبناني وأنه لا يجب التسرع في تسريح وإقصاء أي حكومة ولدى اللبنانيين نموذج فرنسا والسترات الصفراء ، لماذا لا نتعلم من الغرب أن التغيير يأتي بالتدريج وليس بالإقصاء الفوري ، يجب الحفاظ على مؤسسات الدولة وأتمنى أن نأخذ نموذجا جديدا من أخوتنا في لبنان للإعتراض والتظاهر والتغيير ليس بطريقة الإقصاء وتشويه الرموز كما حدث ولا زال يحدث في باقي الدول العربية ، لبنان أكثر إنفتاحا على أوروبا والغرب بشكل عام ، لبنان أكثر قبولا للآخر ، اللبنانيين أذكياء ولن يكونوا أداة لتسوية أوضاع أقليمية على حساب لبنان واللبنانيين أنفسهم ، يجب أن يحمد اللبنانيين الله على إخماد الحرائق منذ أيام بأمطار غزيرة ولا يجب أن نشعل الحرائق بأيدينا نيابة عن أعداء لبنان ، حفظ الله لبنان وكل الأشقاء العرب .
إضافة تعليق جديد