( نفحات رمضان )

شعر / مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي 

يجودُ على الآنامِ ربي ويُنْعِمُ.     ويُعطي كثيراً عن قليلٍ يُقَدَّمُ 
لكَ الحمدُ أهلَ الحمدِ والجودِ والعطا.     ولكنْ بعضَ الناسِ في التيهِ قد عَمُوا 
تفرَّدتَ بالأرزاقِ والخلقِ والهُدَى.     فليسَ سوى الرحمنِ هادٍ ومُنْعِمُ 
ودبَّرتَ أمرَ العالمينَ بحكمةٍ.     فلم تظلِمنْ للخلقِ والخلقُ تظلمُ 
ملكتَ لهذا الكونِ ملكاً مُتمَّماً.    وملكُ سوى الرحمنِ ليسَ يُتمَّمُ 
وما فيهِ هذا الكونُ من كلِّ نعمةٍ.   فمنكَ إلهَ الناسِ واللهُ أكرمُ
حليمٌ هو الرحمنُ لو عاملَ الورى.      بقدرِ فِعالِ الناسِ كلٌّ سيغرمُ 
ولو آخذَ الرحمنُ كُلَّاً بذنبِهِ.      فلنْ تلقى فوقَ الأرضِ حيَّاً تُكَلِّمُ 
فما الناسُ إلا مُسرفٌ وابنُ مُسرفٍ.    وعفوُ إلهِ الناسِ أندى وأعظمُ
إذا كانَ منكَ الذنبُ والربُّ غافرٌ.      فلاتخشَ إثمَ الذنبِ ما دمتَ تندمُ 
ولاتغتررْ إن كنتَ أهلَ عبادةٍ.     فما ينفعُ المُختالَ شيئاً  يُقدِّمُ 
فبادرْ إلى التقوى ويمِّم سبيلَها.     وفي الصومِ للنفسِ العتيَّةِ مغنمُ 
فكم هذَّبَ الصومُ النفوسَ مُروِّضاًَ.    وأخمدَ فيها الشرَّ والشرُّ مغرمُ 
فياربِّ وفِّقني لأعملَ صالحاً.      ومن وفَّقَ الرحمنُ يرضى ويسلمُ ُ 
ومن فضلِ هذا الشهرِ فاعلم أخا الهُدى.    شفاعةُ يومَ الحشرِ والكلُّ يحلمُ 
ولو لم يكن للصومِ أيُّ فضيلةٍ.    سوى قولِ "لي" أغنتْ ففيها التكرُّمُ 
وفيها اختصاصُ الصومِ بالفضلِ قد بدا.   وتشريفُ أهلِ الصومِ لو كنتَ تعلمُ 
ومن فضلِهِ غفرُ الذنوبِ ومحوِها.     وبابٌ من الخيراتِ بادٍ مُقدَّمُ
وبابٌ بدارِ الخلدِ في الخُلدِ نفسِها.    وقد خَصَّ كلَّ الصائمينَ ليُرحَمُوا 
ويقبلُ ربُّ الناسِ دعوةَ صائمٍ.    ويعتقُ صوَّاماً من النارِ فاعلموا
خلوفِ فمِ الصوَّامِ أطيبُ عندَهُ.  من المسكِ ذا قولُ الرسولِ فيمِّموا
مدحت عبدالعليم بوقمح  الجابوصي