رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 5 مايو 2024 1:24 ص توقيت القاهرة

هيثــــم زينـــهم رئيس التحرير ونسريـــن حلس نائب رئيس التحرير يكتبان : هــــو وهـــى (بين نعم ولا )

هـــو وهـــــى ... بقلم : هيثم زينهم من مصر ... بقلم : نسرين حلس من أمريكا

هو : القراءة التي لم تحبل إلا بالكلمات ستولد للمواطن علامة إستفهام كبيرة يزرعها أمام كل الأسماء المفروضة أو اللوائح المعلبة ؟ وأمام هذه العلامة  لابد ان نعى ان  الكلمة هي ائتلاف الأحرف في القاموس اللغوي ، ولكنها في القاموس الإنساني هي الرأي، والموقف والمبدأ ، وكانت مسؤولية الكلمة في تحديد مسار الشعوب والأمم ومصيرها .. فلطالما بنت الكلمة ولطالما هدمت ، ولطالما أحيت ولطالما أماتت ، ولطالما أعزّت الكلمة ولطالما أذلت .. وبأحرفها ترتفع أعمدة المجد ، أو تحفر بؤر المذلة .. فترتقي أمم وتتهاوى أمم .. أولى الكلمات "نعم ولا" كلمتان سهلتان وأصعب ما فيهما أن تحسن استعمالهما في المكان المناسب ، والزمان المناسب ، والموقف المناسب  اذا نحن هنا نعيش طريقين هما نعم أو لا.

هي : الكلمة مفتاح لكل الأمور هي كالسهم ان خرجت لا تعود بها تفتح أو تغلق كل الأبواب فإما أن تتعقد وإما تنفرج.....الكلمة مفتاح الشخصية وبها تتشكل الأراء فإما الرفض أو القبول ....والأسف اننا كلنا كبشر لا نعي معنى ذلك وكلنا كعرب بالتحديد لا نعي معنى الكلمة ولا نقدرها لذا في كثير من المواقف لا نجد لها عهدا عند صاحبها وهو ما يسئ استخدامها وبهذا فإن حالنا بقى ضعيف ..هل تعرف ان الغرب الذي يسمونه كافرا لديه احترام كامل للكلمة حتى علي مستوي الشعوب ...فلا يقال مالا يفعل، ولا يفعل مالا يقال،،و عندما يقال شيئا منتظر التنفيذ ....الكل يستمع لما سوف يقال لانه يعي تماما أن ما سيقال لا يخرج من الحنجرة عبثا...نحتاج كثيرا ان نعرف ما سنقوله ولنضعه في ميزان العدل والقوة...فالكلمة أمانه سنحاسب عليها لذا فعلا وجب استخدامها في الوقت المناسب والفعل المناسب وإلا فإننا بها سوف ندمر الشعوب...خاصة نحن ككتاب وكصحفيين وكإعلاميين نحتاج كثيرا تحري الدقة والتأني كثيرا في اطلاق سهام الكلمات من افواهنا واقلامنها لآننا بها قد نحي املا في شعوب ونقتله ليت كل الجميع يدرك ذلك

   هو : اتفق مع ما تقولين وانا هنا لست بصدد فقط الاعلاميين أو الصحفيين ولكن اقصد الجميع لأننا أكرر نعيش طريقين فى كلمتين نعم او لاوفى الشرق الاوسط أكاد أجزم أن الخلاص مرهون بقول :" لا " بعد إدمان "نعم " ، لأن الجماهير التي تعايشت مع واقعها واستسلمت لقدرها لن تعرف الخلاص أبدا إذ كيف لشعوب   أن تبصر النور وهي تتلقى خطاب وعاظّها وحكّامها وملوكها تلقي المسلمات ، وترتل طقوس الطاعة ترتيل المنزلات ؟ّوكيف لشعب يحكمه العقل الجمعي ، وهيمنة الموروثات ، وقداسة الأعراف أن يتمرّد على ضعفه وفقره وحزنه؟

هي : انت بذلك قد دخلت في طريق اخر ولست بصدد الكلمة بقدر ما انت بصدد التمرد علي الكلمة .....لك ان تعرف اننا في عالمنا العربي قد نكون ادمنا قول نعم ربما لان شعوبنا لا تعرف منطق اللا فهي لم تجربه وعندما جربته بعض الدول العربية خرجت من عباءة لتدخل عباءة الفوضى لذا ليس من السهل قول الكلمة فالتمرد على نعم ليس سهلا. إن الواقع الذي نعيشه الأن بعد تجارب الثورات جعلت الكثيرين يكفرون بكلمة لا لآن ما حل بعدها ليس إلا الخراب ...فهل هذا كان الهدف ؟ فهل هذا كان الطموح؟ بالتأكيد لا ...فكل من خرج لثورة كانت طموحه كبيرة واماله عريضة بأن يتبدل الحال بآحسن منه ولكن ما حدث كان هو الآسوء. والنتائج كانت كارثية جعلت الآغلب يقبل بما هو موجود ومعروض ...ثم لا تنسى اننا تربينا علي الطاعة وعدم المخالفة فماذا كنت تنتظر .....لا تستغرب كثيرا حالنا فهذا نتيجة ظبيعية  لتربيه قديمة ومفاهيم مغلوطة عن الطاعة

هو : لم أدخل طريق أخر فلم اتكلم على لا الحكومية ولكن تكلمت عن كل اللاهات مثلا لا لخطاب ووعاظ تلقى المسلمات وترتل طقوس الطاعة كذلك العقل الجمعى ولا لهيمنة الموروثات ولا لقداسة الاعراف أليس حريّا بالإنسان العربي أن يستفزعقله النقدي ؟؟ فيحاكم كلّ ما حوله من نصوص وبيانات ودساتير ومراسيم ؟؟

هي: يا سيدي اتفق معك ولا اختلف ولكن الجماهير بعد ان جربت كلمة لا ورآت ما حل بها من نتائج كارثية ادخلتها في نفق الظلمات والعودة للوراء بخطوات كثيرة ..ادركت انه ربما افضل لها عدم التمرد .....اما الموروثات الفكرية والعقائدية التي فعلا تحتاج لتمرد..وتنقيه فالتمرد عليها طريقه طويل لن يصح إلا بتبدل الأجيال وتعاقبها ..فليس اصعب من التمرد علي عرف وعادة مجتمعيه او عقائدية، علي الرغم من كونها غير مستحيلة لكن الزمن هو الوحيد الكفيل بتغييرها …

هو : تتحدثين عن التمرد فلماذا لا.... لاتكون صارمة وقوية ضد المورثات الفكرية والعقائدية ولماذا تحتاج وقت طويل أي واقع هذا الذي لا زالت تحكمه العصبيات القبلية بإسم الله ؟! وأي بشري هذا الذي يقتل ويذبح ويعذّب باسم السماء ؟! أي دين حاكته يد المبتدعة وتجار العصر ، صك براءة من عند الله لجناب الحاكم بإسم الله ؟       أي وحدة ونحن الذين ضاقت بنا الأرض فاختلفنا على السماء ؟! وأرى الفضاحيات تنشر غسيلنا على شرفات الأقمار الصناعية ؟! أي عروبة وقد تهالكنا على عتبات السوق الغربية نستعير ملابسها ، لغتها ، لا بل أوساخ شوارعها ؟! ما أجمل لا وأخواتها في هذا الزمن حين تكون صرخة رفض ؟! وما أجمل نعم وأخواتها حين تكون يدا تصوّت للوعي وللحرية والتغيير !!. اذا هناك طريقين نعم ولا نعم فى مكانها ولا فى مكانها ولكن مجتمعاتنا العربية شعوبا وحكاما ووعاظا الخ لم تختار مابين الطريقين بل أسأوا جميعا الاختيار فلم يختاروا نعم فى موضعها ولم يختاروا لا فى موضعها فأصبحت اوطاننا بالمثل العامى المصرى ( كمن رقصت على السلم ) لا اللى تحت شافوها ولا اللى فوق شافوها .

هي: ما قلته مجملا صحيحيا وكم هو مؤلما لكنها الحقيقة التي لن تتبدل إلا بمرو الزمن وتعاقب الآجيال اما غسيلنا الوسخ الذي تتحدث عنه  والذي ينشر علي الفضائيات ليس الا هو نوع من التعبير عن كلمه لااااا ولكن بطريقة الفضائح ....نعم لا تستغرب هذا هو حال شعوبنا العربيه تهوى الشكوي فهي طريقها الوحيد للتعبير عن الرفض ومن ثم الصراخ والشتم والسب والردح الذي لا ينتهي وهم بذلك لا يعرفون مدى الإنحطاط الذي اصبح فيه واقعنا فآصبحنا لا نغيير شيئا ولا نقبل بآي شئ الواقع اصبح مهزلة فنحن فعلا نقف في الوسط فلا نعود ولا نتقدم

هو  : لم يبقى الا ان اشير اننا من هنا نبعث برسالة للجميع بثقافة الاختلاف لا الخلاف وان يخرج القارئ بنتيجة وان تعم تلك الثقافة الجميع  .. والى ان نلتقى فى الاسبوع القادم فى هو وهى ان كان فى العمر بقية .

هي: التعبير عن الرفض لن يكون بالصراخ والعويل ولا بالخروج للفضائيات بالردح الذي لا ينتهي والذي لا يجلب إلا صورة سيئة عن واقعنا ووطننا العربي ولكنه الرفض يأتي بتطبيق الصح والعمل علي نشر ثقافة العمل وتغيير المفاهيم والموروثات القديمة التي لا تصلح لزمننا الحديث فالخروج من عباءة عادت قديمة لا يعني التخلي عن الدين ولكن التخلي عن عادة مجتمعيه ثقافيه لا تناسب وواقع حديث ....وبذلك نكون وصلنا للختام فلا خلاف ولكن ما بيننا مجرد اختلاف تحياتي لكم جميعا وإلي أن نلتقي الآسبوع القادم علي الخير واليمن والبركات

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.