رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 27 ديسمبر 2024 9:04 ص توقيت القاهرة

وأزلفت الجنة للمتقين.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله المحمود بجميع المحامد تعظيما وثناء، المتصف بصفات الكمال عزة وكبرياء، المستحق للحمد والثناء، يحكم ما يريد ويفعل ما يشاء، نحمده سبحانه وأشكره ونتوب إليه وأستغفره، أفاض علينا من جزيل آلائه أمنا وإيمانا، وأسبغ علينا من كريم ألطافه منّا وإحسانا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، عزّ ربّا رحيما رحمانا وجلّ إلها كريما منانا، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدا عبد الله ورسوله بعثه للعالمين رحمة وأمانا وأنار به الطريق سنّة وقرآنا وهدى وفرقانا، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليما كثيرا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد إن المؤمن في الدنيا موعود بالجنة، فيقول الله تعالي " أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقية " فإن في الآخرة تدخل الجنة ويوم القيامة تكون الجنة منه على وشك أن يدخلها.
فيقول تعالي " وأزلفت " يعني إقترب دخول الجنة، يعني على مشارف أن يدخلها، فيقول تعالي " وأزلفت الجنة للمتقين" ولكن من هم المتقون ؟ هم الذين عرفوا الله في الدنيا وطبقوا أمره، وإتقوا أن يعصوه وإتقوا أن يفعلوا ما يغضبه وإتقوا أن يحيدوا عن شرعه، وإتقوا أن يخالفوا سنة نبيه صلي الله عليه وسلم، عندئذ يدخل على قلب المؤمن سعادة لا توصف، فيقول لم أري في حياتي شرا قط، فكل هذا الذي ساقه الله تعالي له في الدنيا، من تضييق ومن مرض ومن فقر ومن خوف ومن قلق ومن هم ومن حزن ينساه حينما يكون على مشارف الجنة، ولكن لمن الجنة ؟ فيقول الله تعالي " وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد هذا ما توعدون " ولمن هذه الجنة ومن يستحق دخولها وما ثمنها ؟ وماذا نفعل كي نصبح من أهلها ؟
فيقول تعالي " هذا ما توعدون لكل اواب حفيظ " فإن صفات المؤمن الذي يستحق دخول الجنة " لكل أواب حفيظ " ومعني أواب هو صيغة مبالغة لاسم الفاعل على وزن فعال، يعني كثير الأوبة إلى الله عز وجل، فيعود إليه دائما ويقبل عليه دائما، يتوسل إليه ويدعوه ويتصل به ويلوذ بحماه ويلتجئ إليه، فمرجعه هو الله سبحانه وتعالى في كل أمر، فيعود إلى حكم الله تعالي، ويعود إلى رأي النبي عليه الصلاة ويعود إلى سنته المطهرة ويعود إلى ما قاله العلماء الكبار وأصحاب المذاهب الأربعة يعود إلى هؤلاء المجتهدين، وماذا قالوا في هذا الموضوع فهل هو حرام أم هو مباح، أم هو مندوب، أو هو مكروه، أم واجب " لكل أواب حفيظ " عائد إلى الله دائما وراجع إليه ومتصل به ومقبل عليه، لا يقطع أمرا دون أن يقف على حكم الشرع.
يحفظ جوارحه عن أن تقترف معصية من مليء عينيه من الحرام ملئهما الله من نار جهنم، فيقول تعالي " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم " فيحفظ عينه من أن تنظر إلى الحرام ويحفظ أذنه من أن تستمع إلى الباطل وإلى الغيبة وإلى النميمة وإلى الفحش وإلى الإيقاع بين الناس إلى اللغو وإلى الكلام الذي لا طائل منه وإلى الفساد فيحفظ عينيه ويحفظ أذنيه ويحفظ يده عن أن تمس إنسانا بسوء، فاللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان، اللهم عليك بأعداء الملة والدين، اللهم ارفع عنهم يدك وعافيتك، اللهم اهلكهم بالقحط والسنين يارب العالمين، اللهم لا تقم لهم راية واجعلهم لمن خلفهم عبرة وآية، يا قوي يا عزيز، اللهم وفق ولي أمرنا بتوفيقك وأيده بتأيدك واجعل عمله في رضاك ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.