رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 6 مارس 2025 3:13 م توقيت القاهرة

وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، أما بعد إن من الآداب المتعلقة بصانع المعروف هو إخلاصه وإسراره بالعمل وعدم إنتظار العوض من الناس، حيث قال تعالى " إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا" وهذا عدي بن حاتم لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن المعروف والخير الذي كان يصنعه أبوه في الجاهلية ابتغاء المدح والذكر الحسن، فقال صلى الله عليه وسلم " إن أباك أراد شيئا فأدركه " رواه أحمد، أي الأجر من الناس بالثناء، وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " من شفع لأخيه بشفاعة فأهدى له هدية عليها فقبلها، 

فقد أتى بابا عظيما من أبواب الربا " رواه أبو داود، ومن الإخلاص الإسرار بالمعروف، حيث قال تعالى " إن تبدو الصدقات فنعمّا هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم " قال صلى الله عليه وسلم " إن الله يحب الأبرار الأتقياء الأخفياء " رواه الحاكم، وقال في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله " ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه " رواه البخاري ومسلم، وأن يبذله لمن يستحقه ويحتاج إليه من إنسان أو حيوان، أن يبذله للبر والفاجر بل والكافر، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال، قال صلى الله عليه وسلم " لا يغرس مسلم غرسا ولا يزرع زرعا فيأكل منه إنسان ولا طائر ولا شيء إلا كان له أجر " رواه الطبراني، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال. 

" قال رجل لأتصدقن بصدقة، فخرج بصدقته، فوضعها في يد سارق، فأصبحوا يتحدثون تصدق على سارق، فقال اللهم لك الحمد، لأتصدقن بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها في يدي زانية، فأصبحوا يتحدثون تصدق الليلة على زانية، فقال اللهم لك الحمد، على زانية، لأتصدقن بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها في يدي غني فأصبحوا يتحدثون تصدق على غني، فقال اللهم لك الحمد، على سارق وعلى زانية وعلى غني، فأتي فقيل له أما صدقتك على سارق فلعله أن يستعف عن سرقته، وأما الزانية فلعلها أن تستعف عن زناها، وأما الغني فلعله يعتبر فينفق مما أعطاه الله " رواه البخاري ومسلم، وأن يعلم أن معروفه نوع من المعاملة مع الله تعالي قبل أن يكون معاملة مع الخلق، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

"إن الله عز وجل يقول يوم القيامة يا ابن آدم مرضت فلم تعدني، قال يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده، يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني، قال يا رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ قال أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه، أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي، يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني، قال يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال استسقاك عبدي فلان فلم تسقه، أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي " رواه مسلم، وأنه يقع عند الله بمكان مهما صغر شأنه عند الله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لقد رأيت رجلا يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس " رواه البخاري ومسلم.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.