رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 6 مارس 2025 6:06 م توقيت القاهرة

هل الدلع الزائد يؤدي إلى الأنانية .. بقلم دينا هلال

الانانيه وعلاقته بالعدالة أن هذا النمو في جوهره سلوك اجتماعي. بمعنى أن هذا النمو هو عبارة عن خبرة اجتماعية تتشكل حسب طبيعة العلاقات الاجتماعية التي يعيش فيها ومنها الأفراد. الأنانية بدت لنا من خلال النقاش على أنها إحدى علامات المرض الاجتماعي المتمثّل في هشاشة مفاهيم العدالة. الأنانية باختصار تضر لب العلاقات التعاونية الاجتماعية التي هي أساس مفاهيم العدالة. الأنانية ليست فقط حبا للذات وانشغالا مغلقا بها بقدر ما هي استعمال أحادي الجانب للآخرين. الأناني يعي تماما الأذى الذي يحدثه الفعل الأناني لذا فهو يرفض أن يقع عليه. اليوم سأحاول التفكير في ضوء ما سبق في هذا السؤال:
كيف يصبح الإنسان أنانيا؟
ما هي العلاقات الاجتماعية التي تدفع بالإنسان في اتجاه الأنانية؟
أن هناك نمطين من التربية متعارضة في الظاهر،
ولكنها تؤدي إلى نتيجة واحدة وهي السلوك الأناني.
النمط الأول هو تربية "الدلع"
والثاني تربية "القسوة".
اخترت هذه التعابير لأنها أقرب للاستعمال المتداول بين الناس. الأطروحة الأساسية والمباشرة هنا أن تربية الدلع وكذلك تربية القسوة تؤسس علاقة غير تعاونية بين الفرد والآخرين.

تربية الدلع تعني أن يقوم المربي بتولي كثير من المهام التي يمكن/ يفترص أن يتولاها الفرد بنفسه.
الأم الحنون لدرجة مبالغ فيها تتولى كثيرا من المهام اليومية، غسيل الملابس الخاصة مثلا، بدلا عن ابنها المراهق،
لأنه في نظرها لا يزال صغيرا وغير جاهز لهذه المهمة بعد.
بدلا من لومه على أخطائه يعتقد الأب أنه لا يزال مبكرا تحميل الابن أو الابنة هذه المسؤولية.
هنا الأب والأم يعملان على قطع العلاقة بين سلوك الطفل ونتائج هذا السلوك، وهذا يعني قطع عملية التعلّم وتراكم الخبرات. المعادلة المباشرة للتعلم تتم من خلال ربط الفعل بثماره،
وهو ما يمكن أن يؤدي إلى تعديل السلوك

أسباب كثيرة قد تؤدي إلى هذا الانانيه
من التربية منها أن يعتقد الأهل أنهم قد عانوا من التربية القاسية،
وأنهم لا يريدون أطفالهم أن يمروا بالمعاناة ذاتها.
لذا يحاول الأهل تجنيب أطفالهم بشكل مبالغ كل ما يزعجهم أو يتحدى رغباتهم. سبب آخر هو أن يعتقد الأهل أن هذا الطفل ضعيف وغير قادر على تحمّل صعوبات الحياة،
تربية الأهل إلى قوة تحميه من تحمل تبعات أفعاله أو على الأقل أن يعامل بعدالة مع الآخرين.
هذا يعني أن تعطى له الأولوية مقارنة بأقرانه. الطفل يدرك هذه الآلية ويستمر في استثمارها ربما طول عمره من خلال استغلال من يحبونه والضغط عليهم بإبراز نقاط ضعفه، وغالبا ما يكون أعمى عن نقاط ضعفهم في معادلة أخذ بلا عطاء. سبب آخر للأنانية يكمن في كون الأهل لأسباب طبقية واجتماعية
معينة يعتقدون أن طفلهم يستحق أن تتحقق كل أمانيه وألا ترفض رغباته.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.