رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 16 أبريل 2024 6:43 ص توقيت القاهرة

وطويت  آخر صفحة في حياة الأسطورة الملاكم الأميركي محمد على كلاي

نسرين حلس - من الولايات المتجدة االأمريكية

وانتهت حياة الأسطورة رياضي القرن الملاكم الأمريكي الآبرز في العالم محمد على كلاي المسلم ذو الأصول الأفريقية ، حيث تم دفنه أمس الجمعه في بلدته مسقط رأسه لويزفيل بولاية كنتاكي التي توافد لعيها الآلاف من محبيه، بعد أن توفي يوم الجمعه الماضي إثر إصابته بالتهاب حاد وانخفاض شديد في ضغط الدم في أحد مستثفيات أريزونا عن عمر يناهز ٧٤ عاما. لتنتهي بذلك حياة انسان ليس عاديا بل واحد من أبرز رموز القرن العشرين لبراعته في الملاكمة. حيث علا نجمه في الستيات عندما صعد إلي الحلبة، صاعدا بذلك إلى قمة عالم الملاكمة في وقت لم يكن يتوقع من اللاعبين السود الوصول للقمة وتمثيل اميركا البيضاء ببشرته السوداء وتفاخر الآمريكيين به وبإدائه القوي. حيث أقيمت عليه صلاة الجنازة في قاعة فريدوم هول التي شهدت هزيمة بطل الوزن الثقيل السابق أمام ويلي بسمانوف في عام ١٩٦١وقد حضر الجنازة نحو ١٤ آلاف شخص من مختلف الأعرق والأديان. وقد أشار العديد من المتواجدين في الجنازة إلي محمد علي باسم" بطل الشعب" وقد أثنى رجل الدين شومان جاكسون من جامعه جنوب كاليفورنيا عليه لدفاعه عن قضية الأمريكين السود خلال حركة الحقوق المدنيه في الستينات وبعدها وقال:” رحيل محمد على جعلنا نشعر بوحدتنا أكثر في العالم" واصفا إياه بالإنسان الصلب والإاذع والمحب للحياة وذلك عندما رفض الخدمة في الجيش الأمريكي خلال حرب فيتنام "  

جنازة إسلامية

 وقد قاد الجنازة الإمام زيد شاكر، المؤسس المشارك لكلية الزيتونة في بيركلي بولاية كاليفورني. فيما حضر العديد من  الشخصيات البارزة. كما حمل النعش مايك تايسون، والممثل الآمريكي ويل سميث وذلك وفقا لوصية كلاي التي أوصى بها قبل وفاته ولم تتح الفرصة للرئيس باراك أوباما حضورالتابين الذي آقيم على الرغم من نعيه له، وذلك لإنشغاله بحفل تخرج ابنته هو وزوجته

وكان متحدث باسم البيت الأبيض قد أعلن، الثلاثاء، أن الرئيس الأميركي باراك أوباما لن يشارك في جنازة أسطورة الملاكمة محمد علي كلاي في لويفيل بكنتاكي الجمعة

كما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين فريدمان، إن أوباما وزوجته ميشيل “سيحضران حفل التخرج المدرسي لابنتهما ماليا في العاصمة واشنطن. وأضافت أنه بدلا من الحضور، فإن مساعدا مقربا سيقرأ رسالة من الرئيس والسيدة الأولى

خلال حفل التأبين

وبعد النتهاء من الدفن توجه جميع المشاركون الذين كان من بينهم الرذيس لسابق بيل كلينتون والممثل الكوميدي بيلي كريستال والممثل ويل سميث والملاكم السابق مايك تايسون إلى ملعب رياضي يتسع لعشرين آلف شخص لإقامة مراسم التأبين التي بدأت بصلاة إسلاميه

بيل كلينتون: محمد عالمي جندي عالمي للإنسانيه جمعاء

في حين رثاه الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون بكلمات مؤثرة قائلا :"أنه قرر أن يكتب حياته الخاصة وهو صغير. واصفا إياه بالجندي العالمي للإنسانيه جمعاء

حيث بدأ حديثه واصفا إياه بالرجل القوي المصمم علي كتابة قصة حياته منذ صغره وعدم المضي في البقاء من المغلوب علي أمرهم بالرغم أنه لم يحصل علي آي مقابل كونه كان رجلا ذكيا وحكيما

ثم أكمل آنه كان رجلا مرحا التف الجميع حوله ثم آضاف" سوف أفكر به دوما، كونه كان رجلا مؤمنا حقيقيا،أدرك آنه لا يمكن يسيطر علي حياته كاملا، وكإنسان حرا آدرك آنه امام خيارات وقد كان مستعدا لها وهذه الخيارات هي التي جمعتنا اليوم جميعا في هذا المكان

وقال كما سيطرت الإنتصارات في المعارك على الجزء الأول من حياته كان الجزء الثاني من حياته الأكثر اهميه حيث رفض آن يسجن في مرضه ويستسلم له ثم آضاف" في الجزء الثاني من حياته ادرك آن أعظم نعمة من الله منحه ومنحنا آياها  هي العقل والقلب وسعى إلى تحريرهم بصورة كبيرة وصغيرة

 ناهيا حديثه قائلا بأن على ابدا لم يضيع وقته بآلآسف على نفسه، لآنه كان مصابا بالشلل الرعاشي

وبعيد إعلان وفاة محمد على كلاي كان الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون من أول من نقل تعازيه لأسرة بطل الملاكمة العالمي في الوزن الثقيل، واصفا إياه بـ" الشجاع في الحلبة والملهم للشباب والعطوف على المحتاجين

   ا

ثم نعاه في بيان "أشعر أنا وهيلاري بالحزن على وفاة محمد علي. من اليوم الذي اعتلى فيه المنصة للتتويج بالميدالية الذهبية في الأولمبياد عام 1960، عرف مشجعو الملاكمة في جميع أرجاء العالم أنهم يشاهدون مزيجًا من الجمال والرشاقة والسرعة والقوة قد لا يتكرر مرة أخرى. لقد شاهدناه وهو ينمو من شاب واثق من نفسه وناجح إلى رجل مؤمن بمعتقداته الدينية والسياسية التي دفعته إلى اتخاذ خيارات صعبة وإلى العيش في ظل العواقب. طوال مشواره شاهدناه شجاعًا على الحلبة، ملهمًا للشباب، رحيمًا بالمحتاجين، وقويًا ومثابرًا في تحمل عبء التحديات الصحية التي واجهته. لقد تشرفت بمنحه وسام المواطنين الرئاسي في البيت الأبيض، ومشاهدته وهو يوقد الشعلة الأولمبية، كما تشرفت بمصادقة رجل أصبح أكبر من أسطورة، من خلال انتصاراته والمحن التي واجهها. قلوبنا مع زوجته لوني، وأبنائه، وعائلته بالكامل".

رجب طيب اردوغان في الجنازة

وعلى الرغم من مشاركة الرئيس التركي رجب طيب آردوغان وزوجته الخميس في صلاة الجنازة إلا آنه قطع زيارته التي كان مقررا لها أن تستمر حتى الجمعه. وذلك انه لم تتح له فرضة إلقاء كلمة خلال التابين الذي كان سيقام 

وقد كان من المقرر أن يكون الرئيس التركي من قائمة المتحدثين على المنصة ، إلا أنه قبل وصوله إلى الولايات المتحدة كان منظمو الجنازة قد أزالوا اسمه من قائمة المتحدثين علي أساس انه لن يكون هناك وقت كاف لذلك

ويآتي ذلك بحسب ما ذكر من بعض المصادر التي نقلتها صحيفة " حرييت التركية" بأن جاء ذلك ابان محاولة آردوغان وضع قطعة من ستارة الكعبه في نعش الملاكم العالمي كلاي آثناء صلاة الجنازة عليه، ولكن لم يسمح له أو لرئيس الشؤون الدينيه التركية محمد جورميز بقراءة القرآن على جثمانه

كما ذكر أنه اندلعت مشاجرة بسيطة بين مسؤولي المخابرات الأمريكية والحراس الشخصيين للرئيس آردوغان بسبب ما تردد حول أن مسؤولي المخابرات الأمريكية أرادوا الوقوف في نفس مكان حراس أردوغان، في الوقت الذي تركهم فيه الرئيس متوجها لسيارته

 كما شهدت الجنازة حضور فتح الله كولن غريم رجب طيب أردوغان اللدود وقدم كل منهما تعازيه الحارة لعئلة الفقيد بطل العالم السابق في ملاكمة الوزن الثقيل

ردود الأفعال

وبمجرد الإعلان عن وفاة الملاكم الأسطورة، كلاى انهالت ردود الفعل من كل حدب وصوب، من ابرز السياسين ومشاهير ف  العالم؛ فقد قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما: "قاتل من أجلنا"، وصنفه في مصاف أبرز دعاة الحقوق المدنية مثل مارتن لوثر كينج ونلسون مانديلا، " ثم آضاف:" بسبب معاركه خارج الحلبة خسر لقبه وصورته العامة. كما أصبح له الكثير من الأعداء وتعرض للإهانة وكان على وشك دخول السجن أيضًا ولكن علي تمسك بمواقفه وصب الانتصار الذي حققه في صالحنا ولولاه ما عرفنا أمريكا التي نراها اليوم

أما الملك عبدالثاني عاهل الأردن قال: "قاتل بجد، ليس فقط داخل الحلبة، لكن في الحياة من أجل مواطنيه ومن أجل الحقوق المدنية. فقد العالم اليوم بطلًا عظيمًا تجاوزت لكماته الحدود والدول".

في حين أن يائير لبيد رئيس حزب "يش عتيد" (هناك مستقبل) الإسرائيلي والملاكم الهاوي السابق قد قال: "علي لم يكن يخاف من أي شيء. لقد صنع قواعده الخاصة داخل الحلبة وخارجها، وقال للعالم إنّ هذه هي الطريقة التي يتصرف بها حتى لو لم يعجبهم ذلك. جرى إيقافه لأسباب سياسية، وتم اعتقاله، وخسر، وفي مرة من المرات استمر في الملاكمة 12 جولة وهو مصاب بكسر في الفك، لكنه دائمًا ما كان يعود. لقد تعلمنا منه أن الانتصار هو القدرة على البقاء واقفًا على قدميك بعد أن يرفع الآخرون أيديهم أو يستسلموا".

فيما قال ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا: "محمد علي لم يكن مجرد بطل داخل الحلبة - لقد كان بطلًا في الدفاع عن الحقوق المدنية، ونموذجًا يحتذى به لكثير من الناس".

بينما قال توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية: " أنه كان رياضيًا لمس قلوب الناس في جميع أرجاء العالم، رياضي انخرط في العمل إلى ما هو أكثر من الرياضة، رياضي منح الشجاعة وأعطى الأمل للكثيرين ممن يعانون من المرض من خلال ايقاده الشعلة الأولمبية وعدم اخفاء محنته الخاصة. كان رياضيًا كافح من أجل السلام والتسامح - كان رياضيًا أولمبيًا بحق. اللقاء الشخصي معه كان مصدر إلهام. كان رجلاً فخورًا جدًا بنفسه وفي نفس الوقت شديد التواضع

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.