بقلم : نسرين حلس........من أمريكا
لم يفلح الإرهاب حتي الأن في تقديم آي شئ مفيد للبشرية فلا تحقيق لأي مطلب عادل يخص قضية سياسية أو دينية للمجتمع ولم يقدم خدمة للإنسانيه بل ولم يفهم حتى الأن الهدف الحقيقي منه ولا المغزى الرئيسي من وراءه، في حين أن أكثر ما استطاع فعله وعن جدارة هو تدمير شخصية الإنسان من خلال زرع الخوف المزمن في نفوس العامة من كل شئ حولهم.
فالمعروف أن الإرهاب هو عمل بربري بشع يخالف الأخلاق الإجتماعيه والشرائع السماويه بل يشكل اغتصابا لكرامة الإنسان بما يقعله من أعمال تثير الذعر والرعب فإن ننظر حولنا اليوم حتى نرى المآسي تشتعل في كل مكان وكأن العالم بات كقرية صغيرة تتسارع في أحشائها الأحداث المؤسفة، تحدث بصورة متتالية لا تعطى الفرصة للبشر بالتقاط أنفاسهم حتى يتلقون حدثا أخر أكثر ألما وأكثر صدمة لهم. أصبحنا نعيش حالة من التوحش الفكري الذي جعل من الناس آعداء لبعضهم البعض كارهين لغيرهم من الذين هم علي غير ملتهم أو حتي على غير توجهاتهم السياسية أو الدينيه ما انعكس سلبا على واقعنا الإجتماعي، فآصبحنا بدون أن ندري منقسمين ومبتعدين يخاف بعضنا البعض ...فعلى الرغم من أن التقدم التكنولوجي الذي جعل العالم كقرية التعارف فيها مفتوح والتداخل فيها مسموح وأصبح من في الغرب يتابع من الشرق ..ومن في الشرق يعرف كل ما في الغرب، إلا أنه في ظل هذا التقدم في التكنولوجيا أصبحنا نعيش المآسي المشتركة آيضا واحدة تلو الأخرى في كل الأماكن، الحدث تلو الحدث وضحايا تلك الحوادث من الأبرياء يتزايدون ويقتلون ولم يحسن هذا التقدم في التخفيف من هذه الأحداث المؤسفة أو حتى من حدتها، بل أن الإرهاب والمآسي التابعة له أصبح في تزايد مستمر وأصبحنا مع الوقت آسرى الخوف منه ومن نتائجه التي أخذت تخيم وتعم كل أرجاء العالم.
إن صدى كل تلك الأحداث التي تحدث من قتل ودمار وتشريد وخطف وخلافه من آفعال العنف الدنيئة تنعكس سلبا على واقعنا الذي نعيشه. فمن جهة نحن اليوم كبشر نخاف أن تطالنا يد الإرهاب وتطال أوطاننا والأوطان التي نسكنها، كما أصبحنا نخاف من انعكاساتها على ابنائنا ومستقبلهم فما هو المستقبل في ظل وجود الإرهاب والقتل، وما هي الحياه التي تنتظر آبناءنا وكيف لنا ان نحميهم منه ومن جهة أخرى آصبحنا اسرى الخوف من نتائج كل ما يحدث من وانعكاسته علينا كمجتمعات وذلك يكون من خلال سن القوانين والتشريعات التي من شأنها أن ترهق الإنسان في حياته المجتمعيه أو تسعى للتضييق علي حرياته فتجعله دوما تحت المجهر عرضة لأي تغيير قائم من خلال فرض قوانين قد تكون ظالمة في حق المجتمع أو في حق بعض الأقليات التي من الممكن لبعض القوانين أن توثر سلبا عليها. في حين أن أسوء ما خلفه الإرهاب هو الخوف القابع في داخل النفس. الخوف الذي آصبح ملازما لنا في حياتنا، الخوف من القادم، والخوف من الغد الغير المعروف والخوف من المجهول، بالإضافة للخوف من المستقبل وما الذي سيحدث فيه في حال لم يتم القضاء علي هذا الإرهاب المتفشي. كلها حالات تجعل البشر يتخذون مواقف وقرارت ويقبلون بأشياء ربما لم يكونوا يقبلوها من قبل في ظروف أخرى ولكن تحت ضغط الخوف توقف العقل واشتعلت المشاعر فتم الموافقة عليها
الحقيقة أن ابرز نتيجتين للخوف الذي خلفه الإرهاب كانت في الأولى وهو تخوف الكثيرين من الأديان بعد أن بات واضحا لهم أن الدين هو الذي يعمل علي تفريق الناس وهو الذي يسهم في قتلهم..والحقيقة الأكيده ان الدين غير ذلك تماما وليس له ذنب فيها إن كان الناس قد فسروه خطأ...فإذا ما اقتنعنا أن الله محبة ونور وحياه لابد أن نعرف أن الدين هو الخير للبشرية جمعاء، فالله الذي خلق البشر لا يمكن أن يكون قد خلقهم لكي يعذبهم ويقتلهم بل ليسعدهم ولتكون الحياه لهم نعمة وليس نقمة فالله ليس بظالم ولا حاقد بل هو العادل، ولكن المشكلة هنا تكمن فيمن يفسر الدين علي هواه ويأخذ ما يريد ويترك ما يريد ما أظهر الدين بمظهر القاتل المتعظش لدماء البشر الساعي في تفرقتهم في حين انها ليست الحقيقة علي الإطلاق، فالدين هو الداعي للتكاتف والتعاضد ونبذ الفرقة والتعايش السلمي والحب بين الناس و الدليل أن كل ما حدث من قتل لم يقدم للأديان آى رفعه ولم ينتج عنه آي شئ.....أما النتيجة الثانيه فكان أن من أهم نتائج الخوف هو استصدار قانون مكافحة الإرهاب الذي لم يكن سيمرر ولا يقبل به في حال تم المطالبة به في ظروف كانت افضل حالا ولكن في ظل تفشي الخوف والقلق الذي وصل حد الذعر آستطاع السياسين تعبئة الجمهور يالسياسات التي يرغبون بتمريرها في هذا القانون ومن خلاله قد يظلم الكثيرون الذين ليس لهم أي ذنب سوى سوى انهم آقليات عرقيه أو يمتلكون ثقافه دينيه مختلفه أو لديهم توجه سياسي لا يتناسب والمجتمع الذي يعيشه......وفي كلتا الحالتين الحصاد مر فلا ارتفعت راية الأديان ولا ارتقت كرامة الإنسان
،من هنا نؤكد بأن الإرهاب لم يصنع للبشرية ولا للدين آي شئ يذكر ولكن أكثر ما استطاع أن يقدمه للإنسان هو شرخ كبير في ذاته فهل كان هذا هو المطلوب من الإرهاب وهل هذا ما سعى أليه الفاعلون، تحطيم الإنسان...الحقيقة لا نستطيع أن نجد جوابا في ظل هذا العنف المتفشي الغير مبرر تحت أي مسمى ونبقى نتساءل إلى متي نبقى آسيري تلك الأحداث التي نسأل الله لها النهايه
التعليقات
أضافه جمال شبلاق في خميس 31 / 03 / 2016 الرابط الثابت
موضوع غاية في الأهمية نظرا
أضافه Mohammed Ali في جمعة 01 / 04 / 2016 الرابط الثابت
الحديث عن الارهاب من زاوية
أضافه أحمد يوسف ابوالنجا في أحد 03 / 04 / 2016 الرابط الثابت
تحياتي لهذا الطرح الهام
أضافه أحمد يوسف ابوالنجا في أحد 03 / 04 / 2016 الرابط الثابت
تحياتي لهذا الطرح الهام
أضافه أحمد يوسف ابوالنجا في أحد 03 / 04 / 2016 الرابط الثابت
تحياتي لهذا الطرح الهام
أضافه أحمد يوسف ابوالنجا في أحد 03 / 04 / 2016 الرابط الثابت
تحياتي لهذا الطرح الهام
أضافه أحمد يوسف ابوالنجا في أحد 03 / 04 / 2016 الرابط الثابت
تحياتي لهذا الطرح الهام
أضافه أحمد يوسف ابوالنجا في أحد 03 / 04 / 2016 الرابط الثابت
تحياتي لهذا الطرح الهام
أضافه أحمد يوسف ابوالنجا في أحد 03 / 04 / 2016 الرابط الثابت
تحياتي لهذا الطرح الهام
أضافه أحمد يوسف ابوالنجا في أحد 03 / 04 / 2016 الرابط الثابت
تحياتي لهذا الطرح الهام
إضافة تعليق جديد