كتب: سعيد نصر
وسط التجاهل التام لمشكلتهم ، يدعو عمال التشجير بوزارة الزراعة ، وهم العاملين مؤقتين بنظام الساركى فى المديريات والجمعيات الزراعية بمختلف محافظات الجمهورية ، لعمل وقفة احتجاجية أمام قصر الاتحادية ، يرفعون خلالها صور الرئيس عبد الفتاح السيسى ، ويطالبونه فيها من تجاهل وزارة الزراعة ومركز البحوث الزراعية لمطالبهم فى التثبيت ، خاصة وأنهم يعملون فى أماكنهم منذ عشرين عاما ، ومكثوا كل تلك الفترة الطويلة على أمل التعيين والتثبيت ، مما أضاع عليهم الفرص البديلة للتعيين ، حتى شاب شعرهم وأصبح متوسط أعمرهم يتراوح ما بين الـ 40 و 50 عاما .
أمل الدسوقى، المتحدث الرسمى باسم حركة المطالبة بالتعيين للعاملين بالتشجير وإنتاج التقاوى ، شربين دقهلية ، أكدت أنهم يفكرون بجدية فى عملة وقفة احتجاجية يستغيثون فيها بالرئيس السيسى ضد ظلم وزارة الزراعة لهم ، لافتة إلى أن بعضهم متحمس للفكرة ، وبعضهم الأخر متخوف منها، مشيرة إلى أن كثيرون منهم مستعدون ومرحبون بالفكرة ، شريطة أن تكون مقننة ، أى بترخيص ، حسب مقتضيات قانون التظاهر ، خاصة أن معظمهم وبرغم شعورهم بالمرار والظلم يقدرون جيدا اللحظة الفارقة التى تمر بها الدولة المصرية.
أمل تؤكد أنهم يتقاضون 120 جنيها فى الشهر ، وعانوا الأمرين من السفر "كعب داير" من قراهم إلى القاهرة ، حيث وزارة الزراعة ومركز البحوث الزراعية والجهاز المركزى للتنظيم والإدارة ، وقدموا للمسئولين شكاوى والتماسات وطلبات لتثبيتهم وتعيينهم ، حتى يكون لهم مظلة تأمينية تتماهى وحقوقهم الاقتصادية والاجتماعية التى كفلها لهم دستور 2014 ، كغيرهم من المواطنين ، وتكون وقاية لهم من غدر الأيام ، وضمانة لحياة كريمة لأولادهم فى حال حدوث أى مكروه لهم ، ولكن فى كل مرة يتلقون وعودا باهتة ، حيث قال لهم فى إحداها أحد المستشارين لوزير الزراعة منذ عامين ، سيتم تعيينكم بعد أسبوع ، ولم يحدث شىء من هذا القبيل حتى الآنس .
"وئام .م .أ" ، من شربين دقهلية ، تعمل بالتشجير ، منذ أكثر من 15 عاما ، تقول أنها تعيش مأساة حقيقية بسبب عدم تثبيتها ، حيث لا تملك طين أو ورق
، وزوجها توفى بعد زواجها منه ، وكان يعمل باليومية ، تاركا لها طفلين ، 7 و 9 سنوات ، على مشارف التشرد والضياع لعدم تعيينها ، وبسبب تقاضيها
120 جنيه شهريا ، وهو مبلغ لا يثمن ولا يغنى من جوع .
وئام تؤكد أنها تعمل بائعة خضار للإنفاق على أطفالها، حيث تخرج من بيتها من الرابعة فجرا ، وتعود من القاهرة مرهقة بسبب ما تلقاه من تعب ومشقة ،
وبرغم كل ذلك تواظب على عملها ، ولا تتغيب يوما واحدا ، وتقول أن أملها الوحيد معقود على الرئيس السيسى للحصول على حقهم الضائع والمسلوب منهم
بفعل فاعل ، وتبكى أمل وتقول أنها لم تعد تستطيع تنفق على أطفالها ، وتصرخ قائلة : حسبى الله ونعم الوكيل" .
وئام تقول أنها وبرغم ظروفها السيئة تواظب على السفر مع زملائها وزميلاتها إلى القاهرة ، لدرجة أنها سافرت إلى القاهرة معهم أكثر من 15 مرة ، وفى كل
مرة يتعامل المسئولون معهم بودن من طين وأخرى من عجين ، ولا يعطونهم اجابات وردود محددة ، وإن كانت كل الردود التى يسمعونها تشعرهم بمزيد من الإحباط
واليأس ، وتشعرهم بالحسرة على فقدان عمرهم بالكامل فى العمل فى جهات حكومية بلا راتب و بلا تثبيت وبلا أى ضمان من أى نوع ، وكأنهم مواطنين درجة ثالثة
فى دولة تتشدق بأنها دولة المواطن وحقوق المواطنة.
أم هاشم حسنى ، من المنيا ، وتعمل فى احدى الجمعيات الزراعية ،تقول أنها سافرت وزملاؤها إلى القاهرة أكثر من 20 مرة ، وفى كل مرة كان كثير منهم " يستلف " أجرة السكة من أحد أقاربه ، وفى كل مرة يتزرعون بأن وزارة المالية غير موافقة على تعيينهم ، برغم عدم ممانعة الجهاز المركزى للتنظيم والادارة ، وبحجة أنهم تابعون للصناديق الخاصة بوزارة الزراعة ، متسائلة : كيف يعيش الانسان بـ 120 جنيها شهريا ، وتقول : أتوجه بسؤالى هذا إلى رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء وزيرى الزراعة والمالية ، وتستطرد : إرحمنا يا سيادة الرئيس من الذل والهوان اللى إحنا فيه .. حياتنا بتضيع ومستقبلنا ضاع " .
التعليقات
أضافه حسام الدين رفاعي في ثلاثاء 23 / 08 / 2016 الرابط الثابت
عقد من ٢٠٠٨ ولا تثبيت عندى
أضافه زينب عبدالعزيز في ثلاثاء 23 / 08 / 2016 الرابط الثابت
حسبي الله ونعمة الوكيل فى كل
إضافة تعليق جديد