رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 26 أبريل 2025 1:48 م توقيت القاهرة

أحكام تكفين الشهيد

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله ثم الحمد لله الملك القدوس السلام، الحمد لله الذي أعطانا كل شيء على الكمال والتمام، والحمد لله الذي رفع السماء بلا عمد ووضعها للأنام، يا ربنا لك الحمد حتى ترضى، وإذا رضيت وبعد الرضا، ونشهد بأنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن سيدنا محمد عبدك ورسولك صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن أحكام الغسل والصلاة علي الشهيد، وأما عن تكفين الشهيد، فقال الشافعية أنه يكفن شهيد المعركة ندبا في ثيابه، لخبر أبي داود بإسناد حسن عن جابر ، قال رمي رجل بسهم في صدره أو في حلقه فمات فأدرج في ثيابه كما هو قال ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والمراد ثيابه التي مات فيها واعتاد لبسها غالبا، وإن لم تكن ملطخة بالدم، ويفهم من عبارتهم أنه لا يجب تكفينه في ثيابه. 

التي كانت عليه وقت استشهاده، بل هو أمر مندوب إليه فيجوز أن يكفن كسائر الموتى، فإن لم يكن ما عليه سابغا، أي ساترا لجميع بدنه، تمم وجوبا، لأنه حق للميت، ويندب نزع آلة الحرب عنه كدرع، وكل ما لا يعتاد لبسه غالبا كجلد أما شهداء غير المعركة، كالغريق والحريق والمبطون والمطعون فيكفنون كسائر الموتى وذلك باتفاق جميع الفقهاء، وأما عن دفن الشهيد فأنه من السنة أن يدفن الشهداء في مصارعهم، ولا ينقلون إلى مكان آخر، فإن قوما من الصحابة نقلوا قتلاهم في واقعة أحد إلى المدينة، فنادى منادى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأمر برد القتلى إلى مصارعهم، عن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما قال فبينما أنا في النظارين إذ جاءت عمتي بأبي وخالي عادلتهما على ناضح فدخلت بهما المدينة لتدفنهما في مقابرنا إذ لحق رجل ينادي. 

ألا إن النبي صلى الله عليه وسلم يأمركم أن ترجعوا بالقتلى فتدفنوها في مصارعها حيث قتلت فرجعنا بهما فدفناهما حيث قتلا" رواه أحمد، وأما عن دفن أكثر من شهيد في قبر واحد فأنه يجوز دفن الرجلين والثلاثة في القبر الواحد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد ثم يقول أيهم أكثر أخذا للقرآن، فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد وقال أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة وأمر بدفنهم في دمائهم ولم يغسلوا ولم يصل عليهم " رواه البخارى، ودفن عبد الله بن عمرو بن حرام وعمرو بن الجموح في قبر واحد، لما كان بينهما من المحبة، إذ قال صلى الله عليه وسلم " ادفنوا هذين المتحابين في الدنيا في قبر واحد" وأما عن شهيد البحر فعن أبي امامة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول شهيد البحر مثل شهيدى البر. 

والمائد في البحر كالمتشحط في دمه في البر، وما بين الموجتين كقاطع الدنيا فى طاعة الله وإن الله عز وجل وكل ملك الموت بقبض الأرواح إلا شهيد البحر فإنه يتولى قبض أرواحهم ويغفر لشهيد البر الذنوب كلها إلا الدين ولشهيد البحر الذنوب والدين رواه ابن ماجه، إنما كان لشهيد البحر هذا الفضل العظيم لما في ركوب البحر من مقاساة الأهوال، واقتحام الأخطار، ومن الأمثال المتداولة المشهورة "راكب البحر مفقود والناجي منه مولود" ولذلك أفتى كثير من علماء المالكية بالأندلس، بأن ركوب البحر عذر يسقط فريضة الحج لعدم سلامة راكبه غالبا في زمانهم وإذا كان هذا حال راكب البحر في سفر إعتيادي آمن، فكيف حال راكبه في جهاد العدو وقتاله؟ لا شك أن الخطر يتفاقم.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.