رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 8 مايو 2024 3:41 م توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن رمضان لحظات عابرات وأياما معدودات

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 5 إبريل 2024

الحمد لله وفق من شاء لعبادته، أحمده سبحانه وأشكره على تيسير طاعته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وعد المؤمنين بلوغ جنّته، وحذّر العصاة أليم عقوبته، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، كان إماما في دعوته، وقدوة في منهجه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، صلاة دائمة حتى نبلغ دار كرامته، أما بعد فأوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالي، فإنه أيام أيام وينقضي شهر الصيام، فيا شهر رمضان لو نضمن لقاءنا بك مرة أخرى لهوّنا على أنفسنا، وطيبنا خواطرنا، وأبردنا حرارة أشواقنا، وعللنا الأنفس بحلاوة اللقاء بعد مرارة الفراق، مَن لم يذق مرارة الفراق لم يدر ما حلاوة التلاقى، لكن الخوف أن يكون وداعنا لك وداعا لا لقاء بعده، فكم رأينا من مُحب لك، متمن للقائك.

طامع في وصالك، حال بينه وبينك الموت، ومنعه من لقائك الردى، فإن الموت لا يرحم عشاقك، ولا يراعي خلانك، يخطفهم قبل أن يروك، بل قد ينتشلهم من أحضانك، ويفتك بهم على مائدتك، فيا أيها الصائمون أحسن الله عزاءكم في شهركم، وعظم الله أجركم، وجبر مصيبتكم، وعوضكم خيرا مما مضى لقد كانت لحظات عابرات، وأياما معدودات، فكبروا الله على ما هداكم، واشكروه على ما آتاكم، واحمدوه على ما حباكم، ويا أيها الطائعون المغتنمون المبادرون يا بشرى لكم لقد سافر حبيبكم وهو عنكم راض، ولكم شاهد، وفيكم شافع، وبكم فخور، أيها المقصورن المفرطون المضيعون يا لعظم خسارتكم ويا لكبر مصيبتكم، فانظروا إلى جيرانكم وإخوانكم وزملائكم الذين اجتهدوا، انظروا إلى سرور نفوسهم، ووضاءة وجوههم.

وانشراح صدورهم، وفرحهم بما نالوا ثم انظروا بماذا عُدتم أنتم، وماذا كسبتم؟ ذهب عنهم التعب وبقيت لهم حلاوة الطاعة، وأجر العبادة، وأنتم ذهبت عنكم حلاوة المعصية، وبقيت لكم تبعة الذنب، وجريمة التفريط، وقائمة السيئات، فهم جمعوا الحسنات، وكنزوا الطيبات، وسيقال لكم ولهم ذوقوا ما كنزتم لأنفسكم، ولكن المنادى يناديكم أن الحقوا بالركب، وتشبثوا بالحبل، وسارعوا بالندم، وقدموا الاعتذار، وبادروا بالتوبة، ولا تقنطوا من رحمة الله، فبادروا بالتوبة مع ختام الشهر فإن الأعمال بالخواتيم، وتداركوا أنفسكم طالما أن في العمر بقية، وفي الزمن فسحة، والمعبود كريم، والمقصود رحيم، فبادروا بالتودد للخالق، والتذلل للعظيم، والانطراح على أعتاب الكريم اغسلوا لوثات القلوب بماء الدموع.

وحرقة الندم، وزلال التوبة فإن مَن لم يتقطع قلبه في الدنيا على ما فرط حسرة وخوفا تقطع قلبه في الآخرة إذا حقت الحقائق، وظهرت الوثائق، وحضرت الخلائق، وتقطعت العلائق، فإن كل بنى آدم خطاء، ولكن خير الخطائين التوابون وإن الأعمال الجليلة، والمواسم العظيمة، تختم بالاستغفار، والتوبة للقهار، فهو سبحانه المنادى كما جاء فى سورة طه " وإنى الغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى" وهو سبحانه المنادى "يا عبادى إنكم تخطؤون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعا، فاستغفروني أغفر لكم" رواه مسلم.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.