رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 25 أبريل 2024 5:29 م توقيت القاهرة

آخرة البطولات: 4 حيطان.. ومعاش 1000 جنيه

كتبت: فاطمة مرزوق

حبه للمغامرة والتحدى جعله يضع إعاقته فى المقام الأخير، رسم أحلاماً تخطت ناطحات السحاب حين قرر أن يمارس السباحة وعمره 10 أعوام، رغم سخرية البعض منه، لكن إرادته ظلت قوية واستطاع أن يسطر تاريخاً عريقاً فى سباحة المعاقين حين حصل على المركز الرابع فى بطولة «باستوكماندفيل» العالمية بلندن عام 1974، بالإضافة إلى حصوله على كأس أول سبّاح مسافات طويلة، وهو صاحب فكرة عبور المانش للمعاقين.

حاصل على بطولات عالمية والمجلس القومى للإعاقة يتجاهل تكريمه

لم يتوقع عبدالعظيم محمد على، بعد هذا المشوار الطويل، أن ينتهى به المطاف داخل شقته الصغيرة، الواقعة فى درب سعادة بمنطقة باب الخلق، لا يعلم أحد عنه شيئاً، ودون أن يتم تكريمه من قبَل المجلس القومى للإعاقة الذى أنكر كافة إنجازاته، يجلس «عبدالعظيم» على كرسيه المتحرك، يتجول به بين غرفة وأخرى، يتأمل البطولات التى حصل عليها والتى تشمل «ميداليات وكؤوساً وشهادات تقدير» غمرت أنحاء الشقة، فيشعر بأن ما قام به توارى تحت الثرى، يقول: «تاريخى كله فى المجلس ومكرمنيش ولا مرة، ده غير إنى عرضت عليهم أفكار كتيرة للنهوض برياضة المعاقين عملوها من ورايا زى معسكرات للمعاقين».

بدأ الرجل الستينى مشواره بالعوم فى حمام السباحة التابع لنقابة المهن الزراعية التى كان يعمل أخوه بها دون أن يلتفت إلى جملة والدهما التى ظلت محفورة بداخله حتى الآن: «أبويا قالى السباحة عاوزة رجلين ومش هينفع تعوم، سألت المدرب اللى فى النادى قالى ينفع، ومن يومها صممت أثبت نفسى وأبقى سباح كبير» يؤكد «عبدالعظيم» أنه واجه عقبات كثيرة كادت تطيح بحلمه إلا أنه استطاع التغلب عليها بإصراره: «أهلى خافوا عليا ورفضوا إنى أتعلم السباحة وأول يوم نزلت فيه كنت هموت، لما بدأت آخد بطولات مكنش حد بيصدق إنى معاق بشلل أطفال وسباح».

يعيش «عبدالعظيم» برفقة زوجته وابنتيه أسماء وإسراء، يتقاضى معاشاً قدره 1000 جنيه، يقضى يومه فى تصفح الجرائد القديمة التى سطرت إنجازاته واستعادة لحظاته التاريخية مع السباحة، يضيف: «عبداللطيف أبوهيف كان أبويا ومثلى الأعلى وكان بيشجعنى دايماً ومش هنسى دور جيهان السادات لأنها السبب فى إنى أسافر لندن وآخد البطولة»، تتلخص أحلام «عبدالعظيم» فى تكريمه من قبَل المجلس القومى للإعاقة وإتاحة الفرصة له بأن يشارك فى تطوير وازدهار رياضة المعاقين فى مصر من خلال أفكاره.

 

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.