الدكتور مجد الدين خمش : هذا الفعل يعكس خللا تجاه العلاقات الانسانية السوية
كتبت : سلمى مصطفى .. أمنية ابراهيم
خيال واسع فى العالم الافتراضى على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك تحت مسمى "الاسماء المستعارة"..«صاحب القلب المجروح» اسماء تثير الدهشة والفضول..الاسماء الوهمية ظاهرة انتشرت .ربما يعانى اصحابها من خلل ما
انتشر منذ ظهور موقع التواصل الاجتماعى فيس , إستخدام اعضائه الاسماء المستعارة ( الوهمية ), حيث يراها البعض وسيلة للتحدث فى شتى الموضوعات ومنها السياسية والاجتماعية ونشرها بحرية مطلقة, ويرى البعض انها وسيلة لإخفاء جنسية المتحدث على الجانبين سواء رجل او سيدة .
حيث اختلفت الاراء والاقاويل بشأن إخفاء اسم المتحدث تحت مسمى وهمى, ويعتقد الكثير انها تعبر عن شخصياتهم, وعلى سبيل المثال «سفينة الحب»، «صاحب القلب المجروح»، «الرجل الخفي»، «أمير الظلام»، «حنين», «غروب».
ظاهرة مؤذية
تعبر "بسمة" طالبة جامعية عن انزعاجها من الحسابات بأسماء مجهولة ومستعارة، وتراها ظاهرة سلبية ومؤذية، خاصة الأسماء التي تدل على صاحبها والاسم أو اللقب المستعار يتيح لصاحبه التخريب والشتائم.
وقالت " غروب" على «فيسبوك»: "دخولي باسم مستعار هو هروب من الرقيب ولكي لا تحسب علي كلمة وردت بالخطأ»، وتشير الى أن الأسماء المستعارة أحيانا تكون لها ايجابية أكثر من سلبياتها، ولكن هناك أناس يدخلون بأسماء مستعارة لشتم الآخرين وتجريحهم.
تزييف للحقيقة
أما "نهال" موظفة فعبرت عن استيائها من هذا الأمر، بنشرها على صفحتها عبر فيسبوك رسالة مفادها أحب أن أكتب للجميع، لا أقبل التعامل مع أسماء مستعارة أو رموز وكل الأسماء التي قبلت بها كانت معروفة لدي وحتى الأسماء التي أطلب صداقتها، هي أسماء أعرفها.. لست ضد من يستعمل الأسماء المستعارة، ولكني لا أتعامل معها ,وتساءلت نهال "لماذا يلجأ شخص ما بغض النظر عن جنسيته وعمره إلى التزييف؟ ما الذي سيتحقق عبر تبادل الرسائل والتعارف من خلال هذا الظرف الأقرب للوهم منه للحقيقة؟ هل يرضى الشخص المختبئ عاطفيا ونفسيا وروحيا وفكريا؟"
حرية شخصية
وعلى الجانب الاخر, قال "إبراهيم" طالب ثانوى, تسمية حساب المستخدم على مواقع التواصل الاجتماعى حرية شخصية, وأكد "إبراهيم" إن استخدام «اسم مستعار» لا يقلل او يفقد المصداقية من التعامل مع الاشخاص عبر المواقع, حيث ان الجميع يعيش فى مجتمع كبير, وصل إلى درجة عالية من التكنولوجيا.
أغراض شخصية
ويؤكد رامي "مهندس" : أن استخدام أسماء مستعارة وغير حقيقية أصبح ظاهرة سلبية تُستخدم لأغراض شخصية، أو لتشويه سمعة شخص ما، بل وأصبحت تقلل من مصداقية الواقع الافتراضي وتجعله يدور في إطار الشكوك
ويرى "محمد" موظف: أن الأسماء الوهمية التي يستخدمها البعض للتواصل عبر المواقع الاجتماعية أو التعليق على المواضيع في المواقع الالكترونية، تعبر عن عدم وجود نمط من التنشئة لدى المستخدمين يمنحهم القدرة والثقة بأن يعلنوا عن شخصياتهم كما هي.
.
وبينت لـ "بترا" أنها تمتلك حسابا حقيقيا باسمها وتستخدمه مع اهلها واقاربها ومعارفها، ويتعاملون معها على هذا الحساب، وتنشر فيه الموضوعات العامة والعائلية، وزادت قائلة "لا أتجرأ نشر موضوعات جريئة بعنواني الحقيقي"".
وهناك بعض الاراء ترى ان الاكثر استخدامآ للاسماء المستعارة " الوهمية" النساء, وذلك نظرآ لأسباب عديدة ومنها غياب الثقة ونظرة المجتمع والفهم الخاطئ, وكثير من الأشخاص يظنون أن اسم البنت «عورة» وذلك وفقآ للثقافة السائدة, بالأضافة إلى نظرة المجتمع للفتاة التى تضع اسمها الحقيقى على مواقع التواصل الاجتماعى ووصفها بالجريئة, والجرأة هنا بمثابة الوقاحة.
وحسب وجهة نظر الدكتور «مجد الدين خمش» اختصاصي علم اجتماع في الجامعة الاردنية, يجد انه لا يمكن أن يستقيم الأمر حينما يطرق الباب شخص لا نعرفه, متخفيا وراء عباءته ويريد محاورتنا والتحدث إلينا فى أمر من الامور, وهكذا بدون سابق إنذار، الاجدى و المنطقي أن يتم التعارف أولا، وقياس مدى التجاوب الفكري والنفسي الانساني ثم يبدأ الحوار و الحديث، هذا الامر يتشابه إلى حد بعيد مع ما يحدث على شبكة الانترنت اليوم.
وبالتالي أكد «خمش» إن هذا الفعل يعكس خللا تجاه العلاقات الانسانية السوية وتبادل الأفكار والمعلومات, حيث ينعدم تساوي منظور كل طرف تجاه الآخر، فكيف يحدث التقارب والالفة وقتها فى وجود التخوف لدى طرف من الطرف الآخر, نتيجة لجهلة بماهيته نظرا لتخفية وراء اسم مستعار أو مزيف أو صورة وهمية
إضافة تعليق جديد