بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد ألا إله إلا الله ولي الصالحين وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله إمام العابدين وقدوة المربين صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد لقد عبر النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم عن السماحة في اقتضاء الدين وقضائه في صورة أدبية بليغة في قوله فقال صلى الله عليه وسلم "سمحا إذا اقتضى وإذا قضى" فعبر أيضا بإذا وبالفعل الماضي على سبيل التحقيق في الوقوع والتنفيذ، فيكون الدائن "سمحا" في قضاء حقه، يطلب دينه في لين لا في فظاظة وغلظة، ولا خصومة وشدة، بل دعاه أن يتخلى عن الدين، لإعسار المدين، وجاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال " كان تاجر يداين الناس، فإذا رأى معسرا.
قال لفتيانه تجاوزوا عنه، لعل الله أن يتجاوز عنا، فتجاوز الله عنه " وأما السماحة في قضاء الدين فتقتضي رده في أجله على الوجه الذي يحبه الدائن ويرضاه، ولا يحوج الدائن إلى مطالبته والإلحاح عليه مع قدرته على سداد ما في ذمته لئلا يكون مماطلا فالمطل ظلم يخل بالمروءة والسماحة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مطل الغني ظلم، وإذا أتبع أحدكم على مليء فليتبع" وفي مسند الإمام أحمد عن شهر بن حوشب، عن عمرو بن عبسة قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ما الإسلام؟ قال صلى الله عليه وسلم "طيب الكلام، وإطعام الطعام" قلت ما الإيمان؟ قال صلى الله عليه وسلم "الصبر والسماحة" قال قلت أي الإسلام أفضل؟ قال "من سلم المسلمون من لسانه ويده"
قال قلت أي الإيمان أفضل؟ قال صلى الله عليه وسلم "خلق حسن" وهذا من أجمع الكلام وأعظمه برهانا، وأوعبه لمقامات الإيمان من أولها إلى آخرها فإن النفس يراد منها شيئان، وهما بذل ما أمرت به، وإعطاؤه، والحامل عليه هو السماحة، وكذلك وترك ما نهيت عنه، والبعد منه، والحامل عليه هو الصبر، وقد أمر الله سبحانه وتعالى في كتابه بالصبر الجميل، والصفح الجميل، والهجر الجميل، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الصبر الجميل هو الذي لا شكوى فيه ولا معه، والصفح الجميل هو الذي لا عتاب معه، والهجر الجميل هو الذي لا أذى معه، وإذا عرتك بلية فاصبر لها صبر الكريم فإنه بك أعلم وإذا شكوت إلى ابن آدم إنما تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم.
فاللهم اهدي شباب المسلمين من بنات وبنين، اللهم رد ضالهم إليك ردا جميلا، اللهم جنبهم رفقاء السوء وأصحاب الفساد، اللهم جنبهم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، اللهم اجلعنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين يارب العالمين، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل، اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان، اللهم عليك بأعداء الملة والدين، اللهم ارفع عنهم يدك وعافيتك اللهم اهلكهم بالقحط والسنين، يارب العالمين، اللهم لا تقم لهم راية واجعلهم لمن خلفهم عبرة وآية يا قوي يا عزيز، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
إضافة تعليق جديد