رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 21 ديسمبر 2024 5:38 م توقيت القاهرة

د . هدى رأفت تكتب .... " زينوا الأرض بتراتيل السماء "

دائماً ما يأتي شعاع النور من وسط الظلام ، ليضيء قلباً أو نفساً أو ربما ليشفي ألماً .

و شعاع اليوم الذي نتحدث عنه ، يُصِر على ترك بصماته و تأثيره لأطول فترة ممكنة ، ليتحدى بسطوعه كل أشكال الألم و الظلام .

قبل بداية العام الجديد بنحو أسبوعين  ، إستيقظت مصر و العالم أجمع على فاجعة أدمت القلوب و سكبت على الوجنات الدموع ، و إحتارت في وصف بشاعتها كل المعاني و الحروف .

إنها حادثة تفجير الكنيسة البطرسية ، التي خلَّفَت وراءها 27 شهيداً و أكثر من 40 مصاباً معظمهم من النساء و الأطفال ، ممن تركوا بصمة حزن واضحة المعالم في قلوب الجميع ، خاصة و أننا كنا في موسم الإستعداد لإستقبال عيد الميلاد المجيد و السنة الميلادية الجديدة .

و تزامنت للأسف تلك الأحداث المؤلمة في ذكرى يوم مولد خاتم المرسلين محمد عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم ، ليغطي اللون الأسود جميع معالم الحياة ، ويتشح به نوعان من القلوب : الحزينة المتألمة لفقدان الأحبة ، و البغيضة التي تجردت من كل كل معاني الإنسانية و الآدمية .

و من بين أطلال الدمار و رائحة الدماء ، كانت هناك أصوات تنتحب و أخرى تبتهل و تتضرع إلى الذات الإلهية في أعالي السماء ، بخشوع و تأمل و تجرد من كل ملذات الحياة ، ملائكيةٌ في صفوها ، راجيةً أن يعم السلام و تخبو آثار الضغينة ، و يحل محلها الأمان و الوئام .

هؤلاء هزموا قبح الإرهاب :

بعد الإعلان عن الحادث الغاشم في يوم الأحد الموافق 11من ديسمبر 2016 ، أعلنت الدولة الحداد لثلاثة أيام ، توقفت خلالها جميع الأنشطة الحكومية المرتبطة بإحتفالات الكريسماس و عيد الميلاد المجيد ، و تم إلغاء حفلات وزارة الثقافة و دار الأوبرا المصرية ، و التي ينتظرها العديد و العديد من روادها كل عام ، و خيم الصمت و خيبة الأمل على الجميع ، فلم تعد هناك روح مبتهجة تسعى للإحتفال ، و لا وجوه متفائلة تتوق للإبتسام .

و لكن مهلاً .. فهناك في أحد أركان الظلام جنودٌ مجهولة أَبَوا أن يسيطر القبح على الجمال ، إنهم أعضاء (كورال القاهرة الإحتفالي ) بقيادة المايسترو الفنان / ناير ناجي ، ذلك الكيان العريق الذي يبلغ من العمر أكثر من ستة عشر عاماً ، و مَثّل إسم مصر في عدد كبير من المحافل الدولية و العربية و رفع علمها خفاقاً عالياً ، و الذي تتشرف أيضاً دار الأوبرا المصرية بإستضافته كل عام لإحياء حفلات الكريسماس برغم كونه فريق (هواة ) ، و لكن لا طعم لفرحة الأعياد و بهجتها بدونهم ، لما يزرعونه من أمل في الحياة في قلوب محبيهم .

مجموعة كبيرة من الشباب و البنات ، و الرجال و النساء قوامهم قرابة الــ 130 فرداً ، منَّ الله عليهم بأصوات ملائكية عذبة تخطف القلوب عند سماعها .

و يكمن جمالهم و تميزهم في إختلاف أعمارهم و جنسياتهم و أفكارهم ، مما يجعلك تتذوق جميع النكهات بمختلف الطعوم الجذابة ، يُشعرك صوتهم لأول وهلة و كأنك إنتقلت من الواقع بقسوته و حِدّته إلى عالمك الإفتراضي الذي تتمنى أن تعيش فيه بهدوء و مثالية .

نسيجٌ من شدة ترابطه و تآلفه يصعب عليك التفريق و التمييز بينهم ، فهم يعيشون لأجل أهداف و أحلام و آمال واحدة ، و هي نشر المعاني السامية و الراقية عن طريق الفن و الموسيقى الهادفة .

إقتربنا منهم بشدة لنرصد لكم تجربتهم الحية و المسؤولية التي كانت ملقاة على عاتقهم ، للعبور بالناس من حالة الحزن و اليأس إلى الهدوء و السلام النفسي في ظل الظروف القاتمة التي واجهت الإحتفالات ، ليطل علينا مجموعة منهم بشعورهم و إحساسهم أمام ذلك التحدي .

و ليشاركنا قائد الفرقة الموسيقية ، رجل المهام الصعبة ناير ناجي بكشف الستار عن كواليس ذلك العمل البطولي في التغلب على الألم بالفن .

عندما طلبت منهم الحديث ، و أن يصف كلٌ منهم تجربته و مشاعره التي تملكته في ذلك الوقت ، و هل إستطاعوا أن يتغلبوا على أحزانهم و أن يؤدوا رسالتهم التي يجتمعون لأجلها ، جاء الإجابات متفاوتة .. مختلفة و ربما مضطربة ، و لكن الأمر الغريب الذي تصادف و أن جمعهم ، أن هناك مواقف بعينها كانت سبباً في إصرارهم على قبول التحدي .

أصابتني اللامبالاة حتى رحلت زميلتي في العمل !!

إيهاب واكيم "مهندس أجهزة طبية " و من أوائل المنضمين إلى كورال القاهرة الإحتفالي ، بدأ حديثه و كأنه تحين الفرصة لإخراج ما قد أخفاه الزمن من مشاعر جاثمة على صدره .

يقول إيهاب : كمثلي من أبناء جيلي ، تربيت على المحبة و الترابط ، لم أسمع و لم أعي في يوم عن تقسيمات أو تصنيفات لفئات الشعب سواء على أساس ديني أو عرقي أو سياسي ، و كنا نعيش في سلام و هدوء و أكبر ما كان يشغلنا هو أعمالنا و حياتنا ، إلى أن حلت علينا ثورات الخراب ، أو ما أسموها بالربيع العربي ، و زادت الإنقسامات و تباعدت المشتعر و القلوب و تغيرت أنا شخصياً في تفكيري و معالجتي للأمور ، و لم أكن سعيداً بذلك التحول الذي ظهر نتيجة خللٍ في المجتمع بسبب مسمياتٍ و تصنيفات أصبحت ملازمة لجميع أفراد الشعب ، فتارةً أجدني أحزن لإستشهاد ضابط أو جندي أو مدني و في نفس الوقت أفرح لمقتل إرهابي أو مجرم أو مخرب ، و تارةً أخرى أجدني أترحم على على الدماء جميعاً ، و أطلب الهداية و أصلي لأجل العصاة و المغيبينٍ .

و بسبب ذلك التخبط ، أُصبت بحالة من اللامبالاة و عدم الإكتراث عند سماع أخبار القتل و الدمار و الموت ، و لكن ما لبث الوضع أن تغير بعد حادث الكنيسة البطرسية ، بعد أن فقدت زميلتي و صديقتي في العمل الدكتورة الشهيدة / نيفين عادل التي كانت تشاركني مكتبي .

بعد علمي بإستشهاد نيفين ، خيم الصمت و الحزن و الذهول على حياتي ، و حاولت أن أستجمع قواي و لكن بلا فائدة في بادئ الأمر ، فقد كان مقرراً إقامة إحتفالية لأعياد الكريسماس في محافظة الإسكندرية صبيحة اليوم التالي للحادث و تم إلغاؤها نظراً لظروف الحداد في البلاد ، و كنت وقتها خارج مصر في مهمة تخص عملي ، و عند عودتي كان من المفترض أن ألحق ببقية الإحتفالات بعد إنقضاء فترة الحداد ، و لكن لم تكن هناك عزيمة أو قابلية للإستمرار و كنت سجيناً لأحزاني بسبب ما أمر به من تجربة قاسية ، و لكن في لحظة تملكتني أفكار كانت تنازع حزني ، ربما كانت بادرة أمل للخروج من ذلك الألم .

تذكرت نيفين و إبتسامتها و كيف أنها ستكون سعيدة عندما أغلب مشاعري السلبية و أنفض عني غبار الحزن ، و أن تضرعي و خشوعي و دعائي سوف يصل إليها ، و قررت أن أشارك و أغني ، و أن يصل صوتي و زملائي ليسعد القلوب التي تتألم مما حدث ، و أن تصل رسالتنا إلى أولئك المخربين أن لن يهزمنا إرهابكم و لن يثنينا عن إستكمال مسيرتنا في نشر الحب و السلام .

أمـــي ملــهمتـــــــي !!

و يلتقط ميريت فانوس "مدرب فروسية" و من الأعضاء المؤسسين للكورال أطراف الحديث قائلاً :

يختلف الموضوع معي قليلاً و مواجهتي له كانت بشكل إيجابي ، لتعرضي لتجربة شخصية قاسية على قلبي منذ عامين و هي وفاة والدتي ، و التي صادفت يوم إحدى حفلات الكريسماس في ذلك الوقت ، فما كان مني إلا أن إستجمعت قوتي و قررت أن أتحدى أحزاني ، و حضرت مراسم الدفن و العزاء و توجهت مباشرة لمشاركة زملائي في هذه المناسبة المقدسة ، لأنني أعلم جيداً أن أمي تسمعني و يصلها صوتي و أكاد ألتمس سعادتها بما أفعل ، فقد كانت هذه هي طريقتي لأوصل لها دعائي و صلواتي . و منذ ذلك اليوم ، قررت أنه لا يجب أن يسكتنا أو يمنعنا أي حزن أو ألم عن أداء رسالتنا التي هي بمثابة النور الذي يشع من قلب الظلام ، و يهزمه و ينتصر عليه ، لذا يجب علينا ألا نستسلم لليأس و المشاعر السلبية خاصة و أن من رحلوا عنا ، يكفينا فخراً أنهم ذهبوا للقاء ربهم شهداء ، و وصلوا إلى السماء بعد أن أكملوا رسالتهم في هذه الحياة ، فلو أن كل فرد فينا استسلم لأحزانه ، سنكون قد ساهمنا بشكل كبير في أن يصل أعداؤنا إلى هدفهم بأن يجعلونا منغلقين على أنفسنا ، منهمكين في أوجاعنا و لا سبيل لنا للخلاص .

و كم كانت سعادتي عندما وجدت أحد أصدقائي من أعضاء الفريق يستشهد بموقفي و تصرفي وقت وفاة أمي ، لبث روح التفاؤل في تفوس الباقين و حثهم على النهوض و الإستمرار و المواجهة ، مما كان له الأثر الإيجابي و الحمد لله في أن يتفق الجميع على ضرورة إستكمال مسيرتنا في إسعاد القلوب المكلومة .

عيــــــدهم في السمــــــاء !!

بعفوية و تلقائية أطلت علينا نادين تشارلز"ربة منزل" و أحد الأصوات النسائية في القاهرة الإحتفالي .

وجدت في بداية حديثها أنها تتفق مع زميلها إيهاب في حالة اللامبالاة الطاغية من تكرار أخبار القتل و الدمار .

تقول نادين : في صبيحة يوم الحادث ، استيقظت على خبر التفجير و لكن لم أُعره إهتماماً كبيراً ظناً مني بأنه حدث عابر كالأحداث المتكررة التي نسمع عنها بشكل مستمر برغم ضيقي مما حدث ، و ظننت أنه سيكون لحظياً كما يحدث في العادة ، و لم أكن أتصور أنه بتلك الضخامة و البشاعة ، و أنه أصاب قلوب الجميع في مقتل .

بدأت مشاعري تتغير و إحساسي بالضيق يزداد شيئاً فشيئاً ، و أول خاطر جاء إلى تفكيري ، كيف ستسير الأمور ؟ هل سيعلن الحداد ؟ هل ستستمر الحفلات ؟ خاصة و أن اليوم التالي من المقرر أن تكون أولى حفلاتنا في الإسكندرية .

و بعد أن نما إلى علمي القرار الذي اتخذته الدولة بإعلان الحداد لثلاثة أيام ، و بالتالي إلغاء حفل الإسكندرية التابع لدار الأوبرا المصرية لكونها جهة حكومية ، تملكتني حالة من الإكتئاب و الإحباط و الترقب لما سيحدث في الساعات القادمة ، إلى جانب أن تفكيري و عقلي كان مركزاً بشكل كبير في المسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتق مايسترو ناير.

لأننا واجهته و نتاج لمجهوده و فنه الراقي ، و كان يهمني ألا يطاله أي سوء أو أن يؤثر ما حدث على حماس و سير باقي الإستعدادات ، و جلست أفكر هل سيتم تغيير البرنامج المقرر بعد إنقضاء أيام الحداد ؟ هل سيتم إحلال بعض الأغاني محل أخرى لتناسب الجو العام للأحداث ؟

و كان الرد على تساؤلاتي جميعاً عندما إجتمعنا للتدريبات النهائية بعد إنقضاء أيام الحداد و الإستعداد لأولى حفلات هذا الموسم . و ظهرت علامات الضغط واضحة عليه ، خاصة و أن الجزء الأكبرمن مسؤولية إنجاح هذا العمل برسالته تقع على عاتقه ، و على عكس ما كنت أتوقع فقد وقف ليشجعنا و يحفزنا و يذكرنا بالهدف الأساسي لتكوين هذا الفريق ، و هو نشر النور و خلقه من بين طيات الظلام . إلى جانب تأكيده على أن صناع الظلام سيصابون بخيبة الأمل و اليأس كلما رأوا أننا لا نبالي بإرهابهم و مستمرون في أداء رسالتنا و لن نتوقف عن الغناء و نشر روح السعادة بين الجميع برغم آلامنا التي أدمت قلوبنا إلا أننا صامدون و مستمرون .

بعد تلك الكلمات انتابني شعور بالدفء و الأمان و الإصرار على الإستمرار .

تستطرد نادين حديثها عن إحساسها المختلف بمعاني كلمات الأغاني قائلة :

إختلف إستيعابي و فهمي لكلمات بغض الأغاني و الترنيمات الروحانية ، لأجدني أرسم لوحة تحتضن شهداءنا الذين فارقونا ، كترنيمة "White Christmas" أو كريسماس أبيض ، فتخيلتهم يرتدون ملابس بيضاء و شعرت أنهم هم من يعطون لهذه المناسبة بياضها و نقاءها ، كذلك الحال مع ترنيمة "the lord prayer " أو الصلوات الربانية ، و كأنها تتلى لإستقبالهم و أن الله في إنتظارهم .

أما عن أغنية النهاية " we wish you a merry Christmas " أو نتمنى لكم عيداً سعيداً ، فأول ما جال بخاطري هو أننا نتمنى لكم عيداً سعيداً يامن فارقتمونا و صعدتم إلى السماء ، برغم صعوبة الطريقة التي وصلتم بها ، إلا أنكم في أجمل مكان على الإطلاق .

و أود أن أختم حديثي و رسالتي أننا برغم إختلاف إنتماءاتنا و دياناتنا ، إلا أننا إجتمعنا على هدف واحد و رسالة واحدة ، و لن نسمح لأي شخص أن يصنفنا بحسب أهوائه و معتقداته لأن ذلك من الأمور المستفزة التي لا ترقى إلى الإنسانية بمبادئها و مفاهيمها .

وراء كل عائق قلب ناير و عقل ناجي !!

بعد إستماعي لحديث من قلوب شباب وهبوا حياتهم لإسعاد الآخرين ، لا لشيء سوى إيمانهم بأنهم مكلفون بنشر جمال الله و إبداعه في الأرض .

يأتي الآن دور المحرك الرئيسي و قلب تلك الطاقة الإبداعية الهائلة ، المايسترو الفنان / ناير ناجي .

بداية و من واقع تجربة شخصية كفنان يؤدي رسالة سامية و روحانية تحمل من معاني الحب و السلام الكثير ، كيف كان واقع الحادث الإرهابي الغاشم عليك ؟

في ظل الظروف يشعر الإنسان بصغره و فشله في إيقاف قوى الشر و الظلام المنافية للإنسانية ، لكن بما أن يتمالك أعصابه و يستعيد بصيرته مرة أخرى ، يجد أن مسؤوليته كفنان تتضاعف لتعويض تأثير هذه الأفعال الإجرامية بالإبقاء على الإهتمام بكل ما هو إنساني و جميل ، لإعادة توجيه كفة المجتمع نحو الخير .

 

بعد إلغاء حفل الإسكندرية الذي كان من المقرر إقامته صبيحة اليوم التالي للحادث .. ما هو رد فعل فريق العمل ؟ و هل إنتقص ذلك من حماسهم المعهود لإستكمال الإستعدادات المتبقية للحفلات التالية ؟

بالطبع لا ، برغم الشعور الشديد بالإحباط و الوحدة ، و إنتظار قرارات جديدة عن موعد إستكمال العمل ، و قد ساهم في ذلك أن ملكة إدارة الأزمات في بلدنا أقوى بكثير من الإدارة نفسها .

 

بعد إنتهاء أيام الحداد و العودة لإستكمال التدريبات هل استطاع ناير ناجي أن يشحذ قلوب و عقول فريقه بحماسته المعهودة و أن ينقلهم من الواقع المؤلم إلى عالم التجلي و الإبداع ؟ و هل لمست ذلك منهم و كيف ؟ .

دائماً ما أطلب الإرشاد الإلهي في كيفية إدارة هذه الظروف الصعبة لأن لأي قرارسيتخذ ، سيؤثر على عدد كبيرمن الناس ، و في نفس الوقت سيسهل عليّ الأمر ، ذلك لأن هذا الفريق الرائع يؤمن بعمله و تسود بين أعضائه روح المحبة .

 

مناسبة عيد الميلاد المجيد ينتظرها الجميع كباراً و صغاراً ، رجالاً و نساءاً ، بغض النظر عن الإنتماء و الهوية الدينية .. هل كان ذلك أحد الأسباب التي شجعتك على أن تخرج الإحتفالات بهذه المناسبة المقدسة بشكل يتحدى صرخات الألم و الحزن ؟ و هل نجحت في ذلك من وجهة نظرك ؟

رسالة الميلاد هي المجد لله في الأعالي و على الأرض السلام و بالناس المسرة ، هذه الرسالة لا تختص بأناس معينين و هذا هو سر نجاحها دائماً .

 

رسالة من الفنان ناير ناجي إلى أعضاء كورال القاهرة الإحتفالي .

سأقتبس من كلمة لشخص من الأعضاء كتبها في إستمارة القبول :

في الحساب 1+1=2 ، لكن في الكورال يساوي أكثر بكثير . بمعنى ، أن التأثير الذي يقوم به أعضاء الفريق و هم جميعاً وحدة واحدة ، أكبر من جمع العدد ، فكونوا كما عهدتكم دائماً متحدون مترابطون مع بعضكم البعض و إنشروا النور وسط الظلام .

 

رسالة منك كمواطن مصري و كفنان ثانياً لمن يحاول زعزعة أمن الوطن و فرط حبات عقده مسلميه و مسيحييه .

أقول لهم أن الله علمنا أن الخير سينتصر في النهاية مهما طال الظلم و الألم ، و أن تأثير ما تقومون به وقتي و سينتهي ، بمعنى أن الهزيمة هي عنوانكم من البداية .

 

لو طلب منك أن تزين الأرض بتراتيل السماء فماذا تقول ؟

خُلقت لكي أزينها بكل جميل و سأظل أنشر رسالتي التي أؤمن بها و لن يتوقف صوتي و من معي حتى آخر يوم لي في هذه الحياة .

 

بعد هذه الكلمات نَفذ مِداد قلمي ، و رحلت الرؤى عن فكري ، و جلست أبحث في جنبات قلبي عن أصوات السماء التي هبطت لتهدئ أركان الأرض .. دار الفناء ، و ترتفع بها للأعالي إلى حيث البقاء .

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.