بقلم سنيه سمير دعبس
قصة وعبره الكاس المر :
بالخير مسيتكم و سلامي اهديتكم احبائي واحباتي في الله , من الموكد انه لا يخفي عن أحد أهمية هذا الموضوع في حياتنا اليومية، والدور الرئيسي الذي يلعبه في تشكيل واقع مجتمعاتنا، ولهذا فإنه إيماناً مني بهذا الموضوع وأهميته، سأترك قلمي يكتب معبراً عن الأفكار التي تدور في عقلي ومخيلتي تجاه هذا الموضوع في شكل قصه بسيطه كفبله بامر الله ان توضح الغرض.
.ولكي لا اطيل عليكم نبدا قصتنا الان ولكن بعد الصلاه علي الحبيب (عليه افضل الصلاه والسلام )
" يحكي انه كان هناك صديقين يتشاركان معا في شركه للاستيراد والتصدير وقد انعم الله عليهم بالنجاح والرزق الوفير ,و قد تزوج كلا منهما في يوم واحد ولكن قد تزوج الشاب الاول من فتاه من عائله ثريه و الاخر تزوج من فتاه من عائله من مستوى تحت المتوسط تقريبا وكان قد تزوجها بالرغم من الحاح صديقه عليه بعدم الزواج منها ومن المفترض عليه ان يتزوج من فتاه من نفس مستواه وان هذه الفتاه لا تليق به ولكنه اصر عليها لانه يري بان اخلاقها وعائلتها الموقره هما الاهم .ثم توالت الايام والسنين ثم اتفق الصديقين علي ان يتناولا العشاء مع بعضهما بصحبه زوجاتهم, وبعد تناول العشاء وتناوب الحديث والضحك بينهما قرر الصديقين بان يختبرا كلا من الزوجتين باختبار سخيف " الا وهو ( ان قام كلا منهما بوضع كميه من الملح بكاس به ماء ثم قلب كلا منهما الكاس باصبعه ثم قالا لهما نريدكم ان تثبتا حبكما لنا بالشرب من هذه الكاسه)
بدا الاختبار مع زوجه الشاب الاول التي كانت تنتمي لعائله ثريه كما ذكرنا من قبل وقال لها اريدك ان تثبتي لي حبك بالشرب من هذه الكاسه قالت له لو ان الشرب من هذه الكاسه سيثبت لك حبي سوف اشرب منها وبالفعل قامت بالشرب من هذه الكاسه وبعدها صفق لها زوجها بحرقه وبدت عليه الفرحه والسعاده مما فعلته زوجته ومن شده فرحته وعدها بان يسجل الفيلا التي يعيشان بها باسمها,وهكذا قد انتهي اختبار الزوجه الاولي" الان ننتقل الي الزوج الثاني الذى قال لزوجته لقد حان دورك الان ياعزيزتي , وهنا انصدم صدمه عمره كانه وقع عليه صاعق من السماء من رد فعلها التي لم يتخيلها ولم يتوقعها ابداااا
وهي بانها رفضت الشرب من هذه الكاسه وقولها له بان الشرب من هذه الكاسه ليست كفيله بان تثبت لك حبي علي الاطلاق " ولكن الايام هي الجديره بان تثبت لك مقدار حبي
وهنا انقبض قلبه واحس بالحزن والاسي علي ما فعلته زوجته وحينها شعر صديقه بقمه الانتصار عليه لانه كان دائما ما يلح عليه بعدم الارتباط بها " ثم عادا كلا منهما منزله بعد ما قضى الزوج الثاني الطريق كله بالخناق مع زوجته التي احرجته امام صديقه وبات الليل كله يفكر فيما حدث واخذ يحدث نفسه هل كان صديقي علي حق فعلا حينما حذرني من عدم الارتباط بها وهل كنت انا مخطئ بالفعل
ولكنها طيله هذه المده لم تخطئ معي بشئ ابدا, ولكن لو كانت تحبني لماذا لم تشرب من هذه الكاسه وظل يفكر ....الى ان كاد ينفجر راسه من التفكير .
ثم انقضي هذا اليوم الذى كان بمثابه ثقل علي قلبه لا يمكنه نسيانه ابداا " وانشغل كلا من الصديقين في العمل الذى بدا يتدهور يوم بعد يوم " وبعد مرور عده اشهر
من المحزن ان الشركه قد وصلت الى وضع سئ للغايه جعلهم يعلنوا افلاسهم " ولكن هذا الوضع ليس نهايه المشكله التي وقعا فيها الصديقين لانهما كانوا ملتزمين بعقود مع شركات اخرى وديون كثيره وملتزمات اخرى من هذا النوع
وللاسف في النهايه انتهي المطاف بالحكم علي الصديقين بالسجن لمده عامين " ومن هنا انتهي دور الصديقين وبدا يظهر دور الزوجتين " نبدا اولا بزوجه الصديق الاول التي قد تعرفنا عليها من قبل انها من عائله ثريه مرموقه والي اخره
بعد قرار الحبس مباشره كان من المتوقع ان تسانده وتقف بجانبه وان تستغل مكانه ابيها المرموقه في المجتمع لتخرجه من هذه المحنه ولكن كانت المفاجاه بانها رفعت عليه قضيه للطلاق منه فورا مع رفع دعوه ايضا بعدم اخذ الاطفال منها بعد خروجه وعدم السماح له برؤيتهم حتي ,لانها ترى انه لم يعد يليق بها ولابعائلتها
كما انها قامت ببيع الفيلا التي سجلها باسمها من قبل حتي لا تتذكره ابدا وقامت بشراء غيرها بجوار فيلا اهلها
انصدم الزوج لما سمعه صدمه كادت تفقده النطق تماما لانه لم يكن يتوقع ما حدث ابدا " وهنا ولكل اسف انتهي دورالزوجه الاولي " حان الان دور الزوجه الثانيه
وهذه الزوجه التي تنتمي لعائله من مستوى تحت المتوسط ,ماذا سوف تفعل هذه الزوجه ؟
هل ستساعده وام ستتخلي عنه كما فعلت السابقه
واذا لم تتخلي عنه هل ستستطيع مساعدته؟
اذا كانت التي كانت يمكنها مساعده زوجها بسهوله لم تفعل ماذا ستفعل هذه الزوجه التي لم يمتلك اهلها اي شئ لمساعدتها " هذه الزوجه لم تتخلي عن زوجها ابدا و لم تترك اي فرصه لتساعد زوجها بها " وفي البدايه رفضت العيش مع اهلها لانها كانت لا تريد ان تثقل الحمل علي والداها فانه يعمل في محل للحلوى بالكاد مرتبه يكفيه هو واخواتها وامها
لكن عندما اشتد عليها والداها بانها يجب ان تذهب للعيش معهم وانها لا يجب ان تمكث بمفردها هي واولادها " فوافقت لكن بشرط ان يتركها تعمل " فوافق والداها على شرطها
وبالفعل بدات تبحث مع ابيها علي عمل ولم تجد عمل سوى بمطعم يحتاج عامله لغسل الاطباق ولزوم المطبخ فوافقت علي العمل وبدات بالفعل بالعمل من الساعه الوحده الي السادسه فهي تبذل اقصي جهدها حتي لاتقصر في دراسه اولادها او مطالبهم وكان ايضا والداها يساعدها قدر ما يستطيع " وكانت تزور زجها دائما باستمرار بالسجن وتطمئنه عليها وعلي اولاده وان كل شئ بخير وانها لم تتخلي عنه ابداا
فبدا بالبكاء بشده لانه قد تذكر ذلك اليوم الذى شك في حبها له عندما رفضت الشرب من الكاس المر وظن انه لم يحسن الاختيار وطلب منها ان تسامحه لانه كان قد جرحها بالكلام وانه لم يفهم حينها ما قالته له من ان الايام سوف تثبت حبها له قال لها وهو متجهشا بالبكاء انه يستاهل هذا العقاب لانه سمح لنفسه بالشك في حبها واخلاصها له " وظل يشكر الله علي انه انعم عليه بمثل هذه الزوجه " وبعد مرور عامين
والان جاء اليوم الذي كانت تنتظره الزوجه علي اشد من الجمر وهو يوم خروج زوجها التي كانت بانتظاره امام السجن هي واهلها وهم بكامل الفرحه والسعاده وعنما راءهم لما يتوقف عن البكاء من شده الفرحه " ثم عادوا الي منزل ابيها وعدت ايام ظل يفكرفيها وماذا سيفعل وماذا سيعمل والى متي سيظل هذا الحال فهو يشعر بشده الحرج من الداها الذى لم يتخلي عنه بالرغم من ظروف والداها " بعد تفكير طويل قرر بيع الفيله التي عجزت زوجته عن بيعها اثناء حبسه وذهب الا ابيها وطلب منه يسانده للمره الاخيره ويتشارك معه بخبرته فى محل كبير جدا للحلوى قرر فتحه من مال الفيله التي باعها فوافق ابيها " وعلمه كل شئ بخصوص هذا المجال وعمل بجد حتي انعم الله عليهم بالنجاح الباهر وفتحوا العديد من المحلات في كل المدن واصبحوا من اشهر تجار الحلوى و استطاع الوقف علي قدميه مره اخرى " واشترى فيلا اكبر من الاولي وسكن فيها الكل واخيرا ولله الحمد عوض الله عليهم بالخير والرزق الوفير .
وعدت الايام " وجاء في يوم من الايام طلب دليفرى من مطعم ما حينما كان في المحل ودخل عليه عامل الدليفرى
ومن هنا ظهرت المفاجاءه التي التي لم يكن يتوقعها ابداااا
اذ بعامل الدليفرى هو صديقه الذى لم يراه منذ خمسه منذ ان حكم عليهما بالسجن لان كلا منهما كان في سجن غير الاخر ونسي كلا منهما الاخر " وجلسا مع بعضهما ليحكي كلا منهما ما الذى حل بهما منذ دخولهم السجن وقال له انه ظن بان زوجته استطاعت بمكانه والداها المرموقه ان تخرجه من سجنه وانه تخلي عن صديقه لكنه انصدم عندما حكي له صديقه عما فعلته به زوجته وكيف تخلت عنه بهذه الطريقه البشعه " ولكن كانت هذه الصدمه اهون من صدمه صديقه عندما حكي له كيف ساعدته زوجته ولم تتخلي عنه وان لها هي واهلها الفضل الكبير عما وصل له والسبب علي قيامه علي قدمه مره اخرى بعد المولي عز وجل " وبدا كلا منهما في البكاء وقال له صديقه انت " ومن هنا قد تذكر يوم اختبار شرب الماء المالح " وقال لصديقه وعينيه مليئه بالدموع
" بالفعل قد شربت زوجتى من الكاس المر ولكنها جعلتني اشرب من كاس امر ,وان زوجتك رفضت الشرب من الكاس المر لكي تشرب هي الامر" فانت بالفعل من احسن الاختيار فهي لا ترمِي حجراً في البئر الذي شربت منه وظل يبكي كثيرا متعجبا من مدى ساذجته في يوم فرحته بشرب زوجته من الكاسه المره لتثبت له حبها , لم يكن يفهم كيف يكون الحب الحقيقي الذى ظن انه يكون بشرب كاسه من الماء المالح فالحب شعور راق جداً ، يحتاج فقط لمن يعرف معنى الوفاء "مسك صديقه بيده وقال له ليس كل ما نفقده خساره فالاستغناء عن من لا يدرك قيمتنا حياه جديده "ولا تندم علي اى شخص دخل حياتك "فالمخلص منحك السعاده " والسئ منحك التجربه " والاسواء كان درسا لوالافضل لن يتخلي عنك ابدااا " فلا تبخل على بان اكون افضل شخص دخل حياتك ودعنا نبدا من جديد
وبالفعل عادا يعملان مع بعض مره اخرى بعد ان طلب من زوجه صديقه ان تسمح له بذلك وطلب منها ان تسامحه عما صدر منه من قبل وعينيه مليئه بالندم والدموع لانها كانت تعلم انه كان معارض علي زواجها من صديقه واتهمها بانها تطمع بامواله .
*والي هنا قد انتهيت من سرد القصه التي رغبت في عرضها من اجل توضيح الفكره من موضوعي هذا واتمني من ان تكون وضحت بشكل كبير
واخر كلاماتي هنا ان عقد القران :-
1- بمثابه يمين امام الله منكي بان تشاركي هذا الزوج في الحلو والمر في الضيق والفرج في الحزن والفرح وهذا الذي يثبت الحب الحقيقي
فهناك ثلاثة أشياء تسقط قيمة المرأة : حب المال والأنانية وحب السيطرة .. وثلاثة ترفعها : التضحية والوفاء والفضيلة.
2- يتم اثناءه الختم علي ثلاثه الورق والقلب والعين
بمعني انه يختم علي عينها بعدم الاعجاب بغيره وعلي وقلبها بعدم حب غيره وهذا الختم ملازم لاي عقد قران لن ينتهي الا بنهايه هذا العقد .
والان قد انتهيت من كلماتي المتواضعه ولكنني لم انتهي من أفكاري، فقلمي لم يستطع الكتابة إلا في القلة القليلة، ولكنني أتمنى أن أكون قد وصلت كلماتي إلى مسامعكم، وأفكاري إلى قلوبكم و نكتفي بهذا القدر واستودعكم الله والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
إضافة تعليق جديد